الحصاد: قرر وزير الثقافة في حكومة اقليم كوردستان محمد حه مه سعيد، تنصيب محسن اديب في منصب المدير العام لثقافة وفنون السليمانية. وقال مصدر في الوزارة لـ دره و "ان وزير الثقافة في اقليم كوردستان وقع على مباشرة أديب في منصب المدير العام لثقافة وفنون السليمانية". وسيباشر محسن أديب بعمله خلال يوم الاثنين المقبل، في مراسيم بحضور وزير الثقافة في حكومة اقليم كوردستان محمد حه مه سعيد". ورشح أديب من قبل حركة التغيير لاستلام منصب المدير العام لثقافة وفنون السليمانية، فيما صادق مجلس محافظة السليمانية في الـ 16 من اكتوبر 2020 على ترشيح محسن اديب، وارسل اسمه الى مجلس وزارء اقليم كوردستان، الا ان وزير الثقافة التابع للاتحاد الوطني الكوردستاني، لم يوقع على مباشرته في حينه. وحسب اتفاقية تشكل الحكومة المحلية في السليمانية التي ابرمت عام 2014 بين حركة التغيير وحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني، حصلت الحركة على منصب مدير ثقافة السليمانية وشغله بابكر دريي، الا انه استقال من المنصب في الـ 20 من حزيران 2020 ،
الحصاد: BBC تعتبر الولايات المتحدة القوة العالمية العظمى، إذ تنفق على الجيش وحده ما يزيد عن 700 مليار دولار سنوياً، كما يبلغ عدد الأسلحة النووية التي تمتلكها أكثر من 7 آلأف سلاح نووي، ولديها ما بين 150 - 200 ألف جندي منتشرين في جميع أنحاء العالم، عدا عن جواسيسها المدربين جيداً الذين يتربصون بأعدائها في أجزاء كثيرة حول العالم. خاضت الولايات المتحدة حروباً طويلة في العديد البلدان التي تعتبرها مصدر تهديد على أمنها، مستخدمة أحدث الأسلحة. لكن ما حدث في يوم 11 سبتمبر/أيلول، هزّ كيان هذه القوة العظمى، وترك ندوباً لن تختفي لمئات السنين. إنه اليوم الذي أدرك فيه العالم أن الطائرات يمكن أن تُستخدم كسلاح وأن الوقود الذي تحمله يمكن أن يتحول إلى متفجرات. تم اختطاف ما مجموعه أربع طائرات. اصطدمت طائرتان منها ببرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك. مواضيع قد تهمك 11 سبتمبر: من بينهم 15 سعوديا وتزعمهم مصري، تعرّف على منفذي الهجمات هجمات 11 سبتمبر 2001: ماذا حدث في ذلك اليوم؟ ذكرى هجمات سبتمبر: جو بايدن يحث الأمريكيين على الوحدة هجمات 11 سبتمبر: الرجل الذي قال لبوش إن أمريكا تتعرض لهجوم - التايمز مواضيع قد تهمك نهاية هجمات 11 سبتمبر 2001: ماذا حدث في ذلك اليوم؟ هجمات 11 سبتمبر: بعد 20 عاما من الحرب الأمريكية على الإرهاب، ما الذي حققته واشنطن؟ صدر الصورة،GETTY IMAGES التعليق على الصورة، الرئيس بوش ينضم إلى رجال الإطفاء في إزالة الأنقاض بعد أيام من الهجوم الدامي "استولينا على بعض الطائرات" "بحوزتنا بعض الطائرات، كل سكان المدينة تحت الخطر". كانت تلك الكلمات التي نطق بها الإرهابي محمد عطا، الذي خطف طائرة شركة أمريكان إيرلاينز التي تقوم بالرحلة رقم (11) لتحذير ركاب الطائرة. سمع المسؤولون على الأرض في غرفة المراقبة هذه الكلمات بوضوح، لكنهم لم يستوعبوا ما المقصود بها، لم يكن هناك متسع من الوقت. تم اختطاف ما مجموعه 4 طائرات في يوم 11 سبتمبر/أيلول 2001. تعرضت الولايات المتحدة لضربة مؤلمة لعدم إدراكها ما قصده الإرهابي على متن الطائرة. تحطمت طائرة أمريكان أيرلاينز المخطوفة عند اصطدامها بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي. وكانت طائرة أخرى في طريقها إلى نيويورك، حيث غادرت من مدرج آخر في نفس المطار الذي غادرت منه الطائرة الأولى. كانت طائرة يونايتد أيرلاينز ورقم رحلتها 175 ، متجهة إلى لوس أنجليس من مطار لوغان في بوسطن. صدر الصورة،GETTY IMAGES واختطفت الطائرة من قبل خمسة أشخاص، إماراتيان وثلاثة سعوديين. قاد عملية الخطف الإماراتي مروان الشحي، ومواطنه فايز بن حمد والسعودي مهند الشهري، والشقيقان السعوديان أحمد وحمزة الغامدي. واجهوا بعض العقبات قبل الصعود إلى الطائرة، إذ لم يكن بعضهم يتقن الإنجليزية بشكل جيد وبالتالي لم يفهموا الأسئلة الموجهة لهم من قبل جهة إصدار تذاكر الرحلة أو بالكاد أجابوا على الأسئلة. ولم يكشف نظام الكمبيوتر الذي يفحص هويات الركاب قبل صعود الطائرة وجود أي مشكلة فيما يتعلق بهوية خاطفي الطائرة الثانية، كما حصل مع خاطف الطائرة الأولى، محمد عطا. لذا تمكنوا من الصعود إلى الطائرة بكل سهولة. من هو عاصم عمر الذي "أخفى" أسامة بن لادن لسنوات في باكستان؟ من هو الطبيب الباكستاني الذي ساعد الأمريكيين في قتل بن لادن؟ التعليق على الصورة، الرحلة رقم 11 عصي وسكاكين صغيرة لم يكن بحوزة الخاطفين الخمسة سوى العصي وسكاكين صغيرة، وكانت تلك أسلحتهم الوحيدة، لذلك، تمكنوا من اجتياز فحص أمن المطار بسهولة. كان موعد مغادرة الرحلة الجوية 175، الساعة 8 صباحاً، لكنها تأخرت قليلاً وأقلعت من مطار لوغان في الساعة 8:14 وكان على متن الطائرة، 51 راكباً وتسعة من أفراد طاقم الطائرة. وعندما بلغ ارتفاع الطائرة عن سطح الأرض 31 ألف قدم، بدأ المضيفون بتقديم الضيافة كالمعتاد. وفي الساعة 8.42، اتصل الطيارون بغرفة المراقبة والتحكم على الأرض، قالوا إنهم سمعوا اتصالات مريبة من طائرة أخرى. وهو ما يُعتقد أنها كانت من طائرة أمريكان أيرلاينز، ذات الرحلة رقم 11 التي تم اختطافها بالفعل من قبل محمد عطا. ولم تتلقَ غرفة المراقبة والتحكم أي معلومات من طياري الرحلة 175 بعد الساعة 8.42. في تلك اللحظة، بدأ الخاطفون بترويع الركاب وتهديدهم بالسكاكين التي كانت بحوزتهم. في الساعة 8.47، أدرك مسؤولو غرفة المراقبة، أنه قد يكون هناك نشاط مشبوه على متن الطائرة. إذ خرجت الطائرة عن المسار المحدد ولم تمتثل للأوامر التي وجهتها لها السلطات. التعليق على الصورة، الرحلة رقم 175 مكالمات هاتفية من الطائرة في الساعة 8.52 صباحاً، تلقى لي هانسون، من ولاية كوﻧﺘﻴﻛﺖ الأمريكية، مكالمة هاتفية من ابنه بيتر، الذي كان على متن الطائرة المختطفة التي رقمها 175. وقال بيتر لوالده في تلك المكالمة: "أعتقد أنهم استولوا على قمرة القيادة، لقد طعنوا أحد الموظفين، ربما قُتل بعضهم في المقدمة أيضاً، اتصل على الفور بشركة يونايتد إيرلاينز، وأخبرهم بما يحدث على متن الرحلة 175 المتوجهة إلى لوس أنجليس". اتصل لي هانسون على الفور بالشرطة وأخبرهم عما أخبره ابنه. في الساعة 8.52، اتصل أحد أفراد طاقم طائرة يونايتد إيرلاينز بمقر الشركة في سان فرانسيسكو، وأخبرها أن الطيارين قد قتلا وأن الطائرة قد اختطفت. ايقنت السلطات حينها أن الخاطفين هم من كانوا يقودون الطائرة. في الساعة 8.59 ، حاول راكب آخر، يدعى بريان سويني، الاتصال بزوجته. لكنها لم تكن موجودة، فاتصل بوالدته وأخبرها أن الطائرة قد خطفت. وأضاف أن جميع الركاب يتساءلون عما إذا كان بإمكانهم اقتحام غرفة القيادة وتحرير الطائرة من قبضة الإرهابيين. عندما هاتف بيتر والده في المرة الثانية، كان أكثر توتراً وقال: "لديهم سكاكين، يقولون أن بحوزتهم قنبلة. أعتقد أنهم يخططون للاصطدام بمبنى ما في مكان ما، لا تقلق أبي، إذا حدث شيء من هذا القبيل، فكل شيء ينتهي بسرعة كبيرة". لم يكمل بيتر المكالمة وانقطع الإتصال. صدر الصورة،REUTERS التعليق على الصورة، اندلعت النيران في البرج الثاني لمركز التجارة العالمي بعد أن اصطدمت به الطائرة المخطوفة وقبل أن ينقطع الإتصال، سمع والد بيتر عبر الهاتف صراخ امرأة، وأظهرت لقطات تلفزيونية ارتطام طائرة ثانية بالمبنى الآخر لمركز التجارة العالمي. تم الاستماع إلى عدة مكالمات لركاب الطائرة مع أشخاص على الأرض أكدت أن الخاطفين كانوا في الغالب مسلحين بسكاكين وأدوات حادة. وعلى الرغم من تهديدهم بامتلاك القنبلة، إلا أن التحقيقات كشفت أن ذلك لم يكن صحيحاً حيث جاء في تقرير التحقيق في 11 سبتمبر، أنه لم يتم العثور على أي أثار لمواد متفجرة في موقع الهجوم. وقالت التحقيقات إن تهديداتهم كانت غير حقيقية ولم تكن بحوزتهم قنبلة. وبعكس رحلة الخطوط الجوية الأمريكية 11، تم تحويل مسار رحلة يونايتد إيرلاينز 175 إلى مدينة نيويورك. لم يتم إيقاف تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال في الطائرة، مما جعل من السهل على الرادارات تتبعها. انخفضت الطائرة، التي حلقت فوق جزيرة ستاتن في خليج نيويورك، وتوجهت نحو مبنى إمباير ستيت وفي اللحظة الأخيرة انحرفت نحو مبنى مركز التجارة العالمي. اصطدمت الطائرة بالبرج الجنوبي متفادية البرج الشمالي. صدر الصورة،GETTY IMAGES قرع طبول الموت عندما اصطدمت الطائرة بالبرج الجنوبي في الساعة 9:39 كانت تحمل ما مجموعه 38 ألف ليتر من الوقود، و5 خاطفين، وطيارين، و9 من أفراد طاقم الطائرة و51 راكباً وجدة تبلغ من العمر 80 عاما وطفلاً عمره سنتان ونصف. كانت الكاميرات تنقل ما يحدث على الهواء مباشرة. كانت الأجزاء المتطايرة من الطائرة التي اخترقت البرج الجنوبي تسقط أمام أنظار الناس. كان المبنى بأكمله يحترق وتتصاعد منه أعمدة الدخان. وبعد حوالي 50 دقيقة، انهار المبنى واستوى بالأرض، وقتل نحو 2600 شخص في الهجومين. أكثر من 300 منهم كانوا من عمال الإنقاذ. وبينما كانت عملية الإنقاذ جارية، كانت هناك مخاوف بين الناس من احتمال وقوع هجوم آخر بعد أن نجح الإرهابيون في تنفيذ مخططهم وفشلت أجهزة الاستخبارات في اكتشاف ذلك. كانت خطتهم هي خداع الولايات المتحدة، التي خاضت الحرب في العديد من البلدان، عبر نقل المعركة إلى أراضيها. وكان هناك ما يبرر مخاوف أمريكا حينها، فقد اندفعت طائرة أخرى مختطفة نحو العاصمة واشنطن.
الحصاد: BBC إن السؤال الرئيسي الذي يُطرح حالياً بعد عودة حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان هو علاقتها بحليفها منذ أمد بعيد تنظيم "القاعدة". القاعدة ملزمة بالولاء لطالبان بعد أن بايعتها وهي البيعة التي قدمها زعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن لزعيم طالبان الراحل الملا عمر في التسعينيات من القرن الماضي. وتم تجديد البيعة عدة مرات منذ ذلك الحين، على الرغم من أنه لم يتم الإقرار بذلك من قبل طالبان علناً. وبموجب اتفاق السلام عام 2020 مع الولايات المتحدة، وافقت طالبان على عدم السماح للقاعدة أو أي جماعة متطرفة أخرى بالعمل في المناطق الخاضعة لسيطرتها. وكررت مجددا هذا مؤخراً بعد الاستيلاء على كابل في 15 أغسطس/ أب الماضي. لكن الحركة لم تتبرأ من القاعدة علناً أيضاً والقاعدة لم تخفف من حدة مناهضتها للولايات المتحدة. أهمية البيعة البيعة تعني التزام الشخص أو المنظمة المبايعة بالولاء لزعيم مسلم وهي الرباط الذي يربط بين العديد من الجماعات الجهادية وأتباعها. تخطى مواضيع قد تهمك وواصل القراءة مواضيع قد تهمك 11 سبتمبر: ما هي أبرز التنظيمات الجهادية التي خرجت من رحم القاعدة؟ أفغانستان: من هو هبة الله أخوند زاده الذي سمته طالبان بـ "أمير المؤمنين"؟ أفغانستان تحت حكم طالبان: الحركة تعلن تشكيل حكومة تصريف أعمال في أفغانستان من هم طالبان، الذين فشلت أمريكا في القضاء عليهم وفاوضتهم بعد 19 عاماً من الحرب؟ مواضيع قد تهمك نهاية إن البيعة التزام متبادل بين المبايع وصاحب البيعة، فهي تستوجت الطاعة من قبل المرء للقائد أو الزعيم الذي بُويع. ويعتبر الإخلال بالبيعة جريمة كبيرة في الإسلام. في حالة القاعدة، فإن البيعة تلزمها بالولاء لطالبان عبر إسباغ لقب "أمير المؤمنين" على زعيم طالبان وخلفائه. ربما كان ذلك من بين أسباب رفض الملا عمر تسليم بن لادن إلى الأميركيين بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 وهو ما أدى إلى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لأفغانستان في عام 2001. و أحد الأمثلة البارزة على الإخلال بالبيعة كان رفض فرع القاعدة في العراق الإلتزام بالولاء للقيادة المركزية، مما أدى إلى إنفصال الفرع الذي تحول الى ما عرف لاحقاً باسم "الدولة الإسلامية". هناك صراع مرير بين القاعدة والدولة الإسلامية. وتمثل "ولاية خراسان التابعة لتنظيم الدولة اللإسلامية" فرع تنظيم الدولة في أفغانستان وباكستان والدول المجاورة. والقاعدة ليست الجماعة الجهادية الوحيدة التي بايعت حركة طالبان الأفغانية. فقد بايعت حركة طالبان الباكستانية في السابق نظيرتها الأفغانية وجددتها مؤخرا بعد الاستيلاء على أفغانستان. صدر الصورة،GETTY IMAGES التعليق على الصورة، ظل بن لادن يهدد الولايات المتحدة بعد هجمات ستمبر 2001 بيعة رجل ميت بعد وفاة بن لادن في عام 2011، بايغ خليفته، أيمن الظواهري الملا عمر بالنيابة عن تنظيم القاعدة وفروعها الإقليمية. وقد تم تجديد البيعة في عام 2014 بعد الإعلان عن إقامة "الخلافة" في العراق وسوريا. في يوليو/ تموز 2015 أعلنت طالبان أن الملا عمر قد مات قبل عامين وكان عرض الظواهري بيعة الملا عمر بعد موته مصدر إحراج للقاعدة. جدد الظواهري بيعته للزعيم الجديد لطالبان الملا أختر محمد منصور، في 13 أغسطس/آب 2015، متعهداً بـ "الجهاد لتحرير كل شبر من الأراضي الإسلامية المحتلة". اعترف منصور بسرعة بتلقيه بيعة "زعيم المنظمة الجهادية الدولية" وهو بمثابة إقرار واضح بأهداف "العمل الجهادي العالمي" لتنظيم القاعدة. وهذا الموقف يتناقض تماماً مع الرسالة التي تحاول طالبان إيصالها للعالم الخارجي وهي أن الجماعة معنية بتطبيق الإسلام في أفغانستان فقط وترغب في إقامة علاقات طبيعية مع الدول المجاورة. عندما تولى الزعيم الحالي هبة الله أخوند زاده قيادة الجماعة بعد وفاة منصور في غارة جوية أمريكية في مايو/ أيار 2016 لم تعترف طالبان علناً ببيعة الظواهري للحركة كما لم تنكرها. وهذا الغموض الذي يلف الوضع الحالي للبيعة يقع في صلب الجدل وعدم اليقين المستمر حول العلاقة بين المجموعتين. صدر الصورة،UNKNOWN التعليق على الصورة، نشرت القاعدة بيعة الظواهري لزعيم طالبان في نشرة للقاعدة تحمل اسم النفير ماذا بعد؟ مع سيطرة طالبان على أفغانستان هناك اتجاهان يتصارعان على توجه الحركة. أولاً العلاقة التي تربط طالبان بالقاعدة تمنح طالبان المصداقية والمكانة في الدوائر الجهادية، كما أن ولاء الحركة التاريخي للقاعدة قد يجعلها غير حريصة على التخلي عن حليفها بعد أن وصلت إلى سدة الحكم. لكن الحركة ملزمة بالتعهدات التي قطعتها على نفسها بموجب اتفاق السلام مع الولايات المتحدة والنهج البراغماتي الذي تتبعه الحركة لحكم أفغانستان. وقد انهالت رسائل التهنئة على الحركة من القاعدة ومن الجماعات التي تدور في فلكها على "النصر" الذي حققته، وأكدت على مكانة زعيم الجماعة هبة الله أخوند زاده باعتباره "أمير المؤمنين". لم تتطرق طالبان علناً لهذه الرسائل رغم أنها أشارت إلى الرسائل التي تلقتها من جماعات إسلامية أخرى مثل حركة حماس الفلسطينية. لكن خبر وصول أمين الحق المقرب من بن لادن إلى أفغانستان يوحي بأن الحركة ليست بصدد التنكر لصلاتها بالقاعدة أو النأي بنفسها عنها. ويقال إن للقاعدة علاقة وثيقة بشكبة حقاني الأفغانية التي تنضوي تحت راية طالبان. وتوضح هذه المسألة المعضلة التي تواجه الحركة حالياً، فهي من جهة تعمل كل من بوسعها لنيل الإعتراف الدولي بحكمها لأفغانستان وما ينتج عن ذلك من مكاسب، لكن هذا يتوقف إلى حد بعيد على نبذها للتطرف. ومن ناحية أخرى، لا يمكنها التنكر بسهولة لتحالفها لأكثر من 20 عاماُ مع القاعدة. واتخاذ خطوة كهذه قد يؤدي إلى نفور المتشددين في صفوف الحركة والجماعات المتطرفة الأخرى التي احتفت كثيراً باستيلاء الحركة على أفغانستان.
الحصاد: AFP عندما اجتاحت طالبان كابول الشهر الماضي وسيطرت على العاصمة الأفغانية دون قتال، أذهلت السرعة الهائلة التي انهيار خلالها الجيش المدعوم والمدرّب من الغرب، العالم. لكنّ مسؤولين بارزين في الإدارة الأفغانية السابقة قالوا لوكالة فرانس برس إن الانتصار الصاعق لم يكن غير متوقع تماما، وكان نتيجة إخفاقات أساسية للقيادة والفساد المستشري ودعاية طالبان البارعة و"خيانة" القوات التي تقودها الولايات المتحدة بانسحابها المتسرع. وقال مسؤول كبير مقرب من مركز السلطة، إنه قبل يومين فقط من دخول مسلّحي طالبان كابول في 15 آب/أغسطس، كان حاضرا حيث عقد الرئيس السابق أشرف غني اجتماعا طارئا مع كبار وزرائه وقادة الجيش وأجهزة الاستخبارات. وأضاف المسؤول "قيل إن لدينا أسلحة وذخيرة وموارد مالية كافية للدفاع عن كابول لمدة عامين" مشيرا إلى أن 100 مليون دولار نقدا كانت متاحة لضمان تأمين كابول. وتابع "لم تتمكن من حماية المدينة ليومين". - "كذب" - وقال المسؤول الذي لم يرغب في كشف هويته خوفا من الانتقام، على غرار معظم المصادر التي تحدثت إليها وكالة فرانس برس عن هذا الموضوع، إنه لم يفاجأ بالاستسلام. وأوضح "كان وزراء يكذبون على غني ويقولون له إن كل شيء على ما يرام حتى يتمكنوا من الاحتفاظ بوظائفهم وامتيازاتهم". وفيما كانت حركة طالبان تعيث فسادا في أنحاء البلاد، كانت الدائرة الداخلية تناقش إصلاحات سياسة. وأضاف "لم نحدد أولوياتنا بالشكل الصحيح (...) مع سقوط المدن الأفغانية واحدة تلو الأخرى، اجتمع مجلس الأمن القومي للتحدث عن التجنيد وإصلاحات مؤسسية". اجتاحت قوات طالبان أنحاء البلاد في غضون أسبوعين فقط، واستولت على عواصم الولايات في كثير من الأحيان دون إطلاق رصاصة واحدة. وقال مسؤول حكومي سابق كبير آخر إن أحدا في قمة الهرم لم يظهر القيادة مضيفا "لم يتحدث أي منهم إلى وسائل الإعلام لطمأنة رجالنا. لم يذهب أي منهم إلى الميدان". ولفت هذا المستشار المقرب من الرئيس السابق إلى أن غني ارتكب أيضا أخطاء إستراتيجية أساسية. وشرح "اقترحت ان نغادر الجنوب لأننا لا نملك القوة البشرية الكافية للدفاع عنه على المدى الطويل. لكن الرئيس رفض ذلك قائلا إن أفغانستان كلها تابعة للحكومة". - فساد - لكن بالنسبة إلى الجيش الأفغاني، كان الصمود في كل مكان بوجه طالبان مهمة مستحيلة. ورغم مليارات الدولارات من الدعم العسكري والمعدات والتدريب بقيادة الولايات المتحدة، تقلّصت قدرات الجيش بسبب سنوات من الفساد المستشري. استحوذ كبار الضباط على ما طالته أيديهم وسرقوا رواتب عسكرين بالإضافة إلى بيع إمدادات الوقود والذخيرة. وتفاقم الوضع بعدما أبرمت واشنطن اتفاقا مع طالبان في شباط/فبراير 2020 ينص على انسحاب القوات الاميركية. وقال سامي سادات، وهو جنرال معروف بشجاعته في القتال ضد طالبان واستقدم لقيادة القوات الخاصة في كابول قبل أيام قليلة من سقوطها "تعرضنا للخيانة". فمن دون الحماية الحاسمة للدعم الجوي الأميركي ومع توقف الطيران العسكري الأفغاني بعد سحب واشنطن المتعاقدين الأجانب المكلفين صيانة الأسطول، فقد الجيش ميزته الاستراتيجية. - "سريالي" - وقال سادات في صحيفة نيويورك تايمز "تشجعت طالبان" مضيفا "أصبح لدى المسلحين شعور بالنصر... قبل ذلك الاتفاق، لم ينتصر طالبان في أي معارك مهمة ضد الجيش الأفغاني. بعد الاتفاق؟ بدأنا نخسر عشرات الجنود يوميا". وأشار إلى أن الأيام الأخيرة من القتال كانت "سريالية". وكتب "كنا نخوض معارك مكثفة على الأرض ضد طالبان فيما كانت المقاتلات الأميركية تحلق فوق رؤوسنا كمتفرج". ونفى سادات مزاعم الرئيس الأميركي جو بايدن القاضية بأن الجيش الأفغاني انهار أحيانا "دون أن يحاول" القتال. وقال "قاتلنا بشجاعة حتى النهاية. فقدنا 66 ألف جندي على مدى السنوات العشرين الماضية، أي خمس القوة المقاتلة المقدرة لدينا". وبالنسبة إلى الجنود على الخطوط الأمامية، لم يروا سببا وجيها للموت فيما كان كبار القادة يفرون. وروى ضابط سابق في الجيش طلب عدم نشر اسمه "عندما وصلت طالبان إلى مداخل كابول علم الجنود أن الرئيس سيغادر، ولهذا السبب لم يقاتلوا". في غضون ذلك، استخدمت طالبان الإعلام بشكل ذكي لإقناع الجنود بالاستسلام ما أدى إلى إضعاف معنوياتهم أكثر. وشرح "كنا قد خسرنا بالفعل حرب وسائل التواصل الاجتماعي. كانت طالبان تقول للجنود إنهم يقاتلون بلا داع، لأن اتفاقا وقّع على مستويات عليا". لم ير الجنود الذين تم التخلي عنهم والمرهقون فائدة من القتال. وفي 15 آب/أغسطس 2021، سقطت كابول دون قتال.
الحصاد: جريدة: الشرق الأوسط بعد إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر موافقته على ما تضمنته الوثيقة السياسية التي قدمتها له القوى الرئيسية في العراق، وبالتالي إعلانه عودته المشروطة إلى السباق الانتخابي حتى تنفس من تنفس الصعداء، واختنق من اختنق بهذه العودة. وبعد خطاب الصدر الذي كان بمثابة الإيذان لأنصاره بالاستعداد المليوني طبقاً لمصطلحاته التي يفضل استخدامها في خطبه السياسية لخوض الانتخابات المقبلة، فإن القوى التي كانت مترددة في إعلان حملاتها الدعائية أعلنت عن إطلاقها هي الأخرى، بينما بدت القوى التي فرحت بانسحاب الصدر في حيرة من أمرها في كيفية التعامل مع هذا التطور الجديد، وإن كان غير مفاجئ. فإذا كان المنتظرون عودة الصدر من عدمها في حاجة إلى تبيان ما إذا كانت الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في العاشر من شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل سوف تجرى بالفعل في غياب الصدر أم لا، فإن الحسابات لدى كل الأطراف اختلفت هذه المرة. مع ذلك؛ فإن هناك طرفاً خسر مرتين، وهو الطرف الذي أعلن انسحابه من السباق الانتخابي بعد انسحاب الصدر، وفي المقدمة منهم حركة الوفاق الوطني بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، والحزب الشيوعي العراقي الذي كان حليف الصدر في الانتخابات الماضية، حيث كان حصل على مقعدين نيابيين. فهذا الطرف خسر لأنه راهن على انسحاب الصدر بوصفه قراراً نهائياً؛ الأمر الذي جعله مع قوى أخرى عديدة (أحزاب صغيرة) أرادت أن تعضد قرار الصدر عبر اتساع قاعدة المعارضة. وخسر الجولة الحالية من السباق الانتخابي؛ لأنه لم يعد بمقدوره المجازفة بالعودة لأنه سينظر إليه على أنه تابع لتحولات الصدر وتياره. واستناداً للصراع السياسي الحالي بين القوى العراقية الذي هو عبارة عن شبه تصفيات مونديالية بقدر ما يراد له إحراز أكبر عدد من المقاعد لكل حزب أو كتلة، وبالنهاية لكل مكون من المكونات الرئيسية الثلاثة (الشيعة والسنة والكرد)، فإن الأهم في هذا الصراع هو كيفية الاتفاق على الرئاسات الثلاث من الآن (رئيس الوزراء الشيعي ورئيس البرلمان السني ورئيس الجمهورية الكردي)، ولكن من هم؟. طبقاً للمعلومات ومصادر «الشرق الأوسط»، فإن الأروقة السياسية والغرف المغلقة الآن بقدر ما تبحث الآليات الانتخابية وأين مواضع الخلل وكيفية الحد من التزوير والشبهات التي تدور حول ذلك والمراقبين الدوليين وما إذا سيكونون بمثابة سيف مسلط على رقابهم خلال عمليات الاقتراع، تبحث أيضاً اختيار الرؤساء الثلاثة في معادلة غريبة تشبه وضع العربة أمام الحصان. فالقوى الشيعية مثلاً ورغم الاختلافات الشديدة بينها، لا سيما بعد عودة الصدر إلى السباق الانتخابي، تنشغل عبر اللجنة السباعية التي تمثل الكتل الشيعية الرئيسية بوضع المواصفات الخاصة لرئيس الوزراء المقبل والذي يراد الاتفاق عليه منذ الآن قبيل إجراء الانتخابات. وبقدر ما يبدو الأمر أكثر انضباطاً في الوسط الشيعي بالقياس إلى الوسطين السني والكردي، فإن طبيعة الاجتماعات واللقاءات أثناء انسحاب الصدر تختلف عن مرحلة ما بعد عودته. ففيما بدا أن قوى منافسة للصدر داخل الوسط الشيعي السياسي تريد أن يكون ترشيح رئيس الوزراء من خلالها، وبالتالي تكون لها اليد الطولى على المشهد السياسي القادم كون رئيس الوزراء هو صاحب السلطة التنفيذية الأولى في البلاد، فإن عودة الصدر وطبقاً لتلك المصادر أعادت الجميع إلى المربع الأول في النقاشات الخاصة بمن سيكون رئيس الوزراء. فالصدر يريد أن يكون رئيس الوزراء صدرياً، سواء بالانتماء إلى خط الصدر أو بترشيح مباشر منه؛ كونه يصر على أنه سيكون هو الكتلة الأكبر في الانتخابات المقبلة مثلما هو الكتلة الأكبر في البرلمان الحالي. وفيما بدا أن فرص رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي تراجعت لولاية ثانية أثناء انسحاب الصدر، فإن عودة الصدر أعادت رفع اسمه ثانية إلى صدارة عملية تداول الأسماء. ومن بين الأسماء التي يجري تداولها، بالإضافة إلى الكاظمي المدعوم حتى الآن من الصدر ومن زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، مستشار الأمن القومي ووزير الداخلية الأسبق قاسم الأعرجي، وعدنان الزرفي المكلف السابق تشكيل الحكومة قبل الكاظمي ومحمد شياع السوداني، وهو مرشح سابق لرئاسة الحكومة، فضلاً عن أن أطراف ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي طرحت الأخير كأحد الخيارات لتشكيل الحكومة المقبلة، لا سيما بعد زيارته إلى إقليم كردستان. وطبقاً لما يجري تداوله في الغرف المغلقة أيضاً، وطبقاً للمصادر ذاتها، فإنه في الوقت الذي يكون رئيس الوزراء (الاسم والمنصب) خياراً شيعياً – شيعياً، فإن المرشحين لمنصبي رئيسي الجمهورية والبرلمان وإن كانا خياراً سنياً - كردياً لن يمر أي منهما من كل محطات التصفية لمونديال السباق ما لم يمر عبر البوابة الشيعية. فرئيس الجمهورية الكردي يتم ترشيحه من قبل الحزبين الكرديين، لكنه ما لم يتم التوافق عليه مع القوى الشيعية الرئيسية لن يمر، وكذلك الحال بالنسبة لرئيس البرلمان السني. ولأن الخلافات كبيرة الآن داخل البيتين الكردي والسني، فإن من المتوقع أن تتشرذم خيارات الكرد والسنة على صعيد المرشح، وهو ما يعقّد مهمتها أمام القوى الشيعية أثناء الترشيح وحتى بعد الفوز بالمنصب. ففي حال لم يتفق الكرد على مرشح واحد لمنصب رئاسة الجمهورية وطرحوا أكثر من مرشح، فإن فوزه سيكون بموافقة شيعية، وهو ما يضعف موقفه ودوره. والأمر نفسه ينطبق على السنة كذلك لجهة ترشيح من يمثلهم في الرئاسات الثلاث. لذلك؛ فإنه في الوقت الذي يرى الكثيرون أن عملية تشكيل الحكومة المقبلة سوف تكون الأصعب بسبب صعوبة تبلور قوى كبيرة في ظل قانون الانتخابات الحالي، فإن التوافق المسبق على الرئاسات الثلاث حتى وإن بدا وكأنه وضع كل الأحصنة قبل العربات سوف يساعد كثيراً في تشكيل حكومة بأسرع مما يتوقع الكثيرون.
الحصاد: حزب الدعوة الاسلاميةفي بيان: الامين العام لحزب الدعوة الاسلامية السيد نوري المالكي يلتقي رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني التقى الامين العام لحزب الدعوة الاسلامية السيد نوري المالكي صباح اليوم في اربيل رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني السيد مسعود بارزاني . وقد صدر عن اللقاء بيان مشترك فيما يلي نصه: بِسْم الله الرحمن الرحيم في سياق العلاقات الاخوية الراسخة بين حزب الدعوة الاسلامية والحزب الديمقراطي الكردستاني قام وفد من المكتب السياسي لحزب الدعوة الاسلامية برئاسة الامين العام للحزب السيد نوري المالكي بزيارة الى اقليم كردستان واللقاء مع الرئيس مسعود البارزاني ووفد من المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني . وجرى خلال اللقاء التباحث وتبادل وجهات النظر حول الوضع السياسي في العراق والمنطقة ومخاطر الارهاب والتحديات التي تواجه العملية السياسية . كما تم خلال اللقاء تسليط الضوء على مسار الانتخابات البرلمانية المقبلة ، واكد الطرفان على اجراء الانتخابات في موعدها المحدد بتاريخ ١٠/١٠ /٢٠٢١ وضمان اجرأتها في ظروف حرة ونزيهة وعادلة ، واكد الطرفان على تأمين البيئة الامنية لاجراء الانتخابات والحفاظ على اصوات المواطنين من التلاعب والتزوير واحترام ارادة الشعب . ومن الله التوفيق حزب الدعوة الاسلامية الحزب الديمقراطي الكردستاني ٢٥ / اب / ٢٠٢١
الحصاد: BBC لم يسقط إقليم بانشير في أيدي طالبان مثلما سقطت المدن والمحافظات الأخرى في أفغانستان، بما في ذلك العاصمة كابل، بل على العكس، كان ولا يزال معقلاً وأيقونة للمقاومة ضد المحتل. هُزم في هذا الإقليم، الجنود الروس إبان الغزو السوفييتي للبلاد في الثمانينيات، وكذلك مقاتلو طالبان الذين استولوا على السلطة في أواخر التسعينيات من القرن الماضي. وظلت المنطقة في القرن التاسع عشر، بمنأى عن الإمبراطورية البريطانية أثناء محاولتها غزو أفغانستان. ويعد بانشير أحد آخر معاقل المقاومة في أفغانستان بعد سيطرة طالبان على كامل البلاد. ولجأ إليه مؤخراً، نائب الرئيس الأفغاني السابق، أمر الله صالح، برفقة أحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود، الذي دعا الناس إلى الانتفاضة والمقاومة ضد طالبان، في حال فشلت المفاوضات التي يرجو منها مسعود "اعتماد اللامركزية، في الحكم لتحقيق نظام يضمن العدالة الاجتماعية والمساواة والحقوق والحرية للجميع". ولكن لهذا الإقليم قصة وتاريخا يتباهى به الأفغانيون منذ مئات السنين، فما هي؟ وكيف صمد في وجه الغزاة على مر الزمان؟ صدر الصورة،REUTERS التعليق على الصورة، جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية تقول إنها ترغب في مواصلة المفاوضات السلمية مع طالبان قبل الدخول في قتال وادي "الأسود الخمسة" تقع المنطقة على بعد 130 كيلومترا شمال شرقي العاصمة كابل، بالقرب من الحدود الأفغانية الباكستانية، وتبلغ مساحتها 3610 كيلو متر مربع، وعدد سكانها 173 ألف نسمة وغالبيتهم من قومية الطاجيك التي ينتمي إليها أحمد مسعود أيضاً. يُعرف الإقليم باسم "بنجشير" وتعني خمسة أسود باللغة الفارسية، لكن العرب يطلقون عليها اختصاراً اسم بانشير. ويشار إليه باسم وادي بانشير لأنه محاط بالجبال الشاهقة. والاسم حسب رواية الأفغان، مشتق من قصة تعود إلى القرن العاشر، حيث تمكن خمسة إخوة من وضع سد أمام مياه الفيضانات المتدفقة إلى الوادي في عهد السلطان محمود غزنة، فأطلق على الإخوة الخمسة لقب "الأسود الخمسة". وصفه كل من زاره بأنه يتميز بالجبال الشاهقة والأنهار العذبة والجمال الطبيعي الخلاب، وقد اكتسب الوادي مكانة مهمة لدى الأفغان. وربما يعود سبب عدم قدرة طالبان بناء قاعدة جماهيرية لها في هذا الإقليم، إلى كون غالبية أنصار الحركة ينتمون إلى قومية البشتون، و لذلك، لم تلقَ طالبان ترحيباً في هذه المنطقة. ويحتضن وادي بانشير ضريح القائد العسكري الأفغاني السابق، أحمد شاه مسعود، الذي لقب بـ "أسد بنجشير" (اغتيل في عام 2001 على يد القاعدة) لمقاومته وصموده أمام الجنود الروس إبان الغزو السوفييتي لأفغانستان في عام 1979، وانتصاره عليهم رغم معداته العسكرية البسيطة مقابل القوة الجوية السوفييتية. ويفخر سكان الإقليم بمقاومتهم لطالبان والسوفييت وغيرهم وبقائه إقليماً سلمياً إلى حد ما. طالبان: ما هي أوجه الشبه والاختلاف بين الحركة وتنظيم الدولة الإسلامية؟ بانشير: جبهة المقاومة الوطنية في أفغانستان تقول إنها مستعدة لقتال طالبان إذا فشلت المفاوضات من هم طالبان، الذين فشلت أمريكا في القضاء عليهم وفاوضتهم بعد 19 عاماً من الحرب؟ ماذا نعرف عن أفغانستان؟ صدر الصورة،WAKIL KOHSAR التعليق على الصورة، احمد مسعود ووالده الراحل احمد شاه مسعود (يمين) السوفييت أولا ثم طالبان توجد في الوادي الكثير من الأنفاق التي كانت ولا تزال ملاذاً وحصناً منيعاً للمقاومة ضد الأسلحة الجوية، إلى جانب التضاريس الوعرة والكهوف والأنهار والجبال الشاهقة. وبقي وادي بانشير، بقيادة أحمد شاه مسعود، عصياً على الروس خلال السنوات العشر من الحرب التي مرت بها البلاد. ووصف مارك غاليوتي، وهو بروفسور وخبير في الشأن الروسي، في كتابه عن دفاع شاه مسعود عن هذه المنطقة الاستراتيجية بعبارة "الأسد يروض الدب في أفغانستان". وفي عام 1996-2001، قاد شاه مسعود مقاومته لحركة طالبان، الذين لم يتمكنوا بدورهم من السيطرة على المنطقة رغم سيطرتهم على البلاد كاملة. وخلال تلك الفترة، جمع شاه مسعود مختلف الفصائل الأفغانية، وأنشأ التحالف الشمالي، الذي سيطر على شمال وشرق البلاد. بن لادن: بعد مرور 10 سنوات على مقتله، ماذا تبقى من إرثه؟ أفغانستان: هل تصبح ملاذاً للإرهاب بعد سيطرة طالبان على السلطة؟ واليوم، يريد نجله أحمد مسعود، أن يقود مقاومة مماثلة لكن هذه المرة ضد طالبان وبإمكانيات أقل مما كان يحظى بها والده. وفي أوج نفوذه، كان التحالف الشمالي الذي أسسه شاه مسعود، يمثل أكثر من 30 في المئة من سكان البلاد. وجذب صمود التحالف ومقاومته لطالبان لسنوات عدة، الولايات المتحدة التي بدأت بدعم تلك القوات البرية للسيطرة على بقية البلاد والإطاحة بطالبان من السلطة بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول التي نفذتها القاعدة وراح ضحيتها 3000 أمريكي. صدر الصورة،REZA التعليق على الصورة، يحظى أحمد مسعود بشعبية قوبة بين أبناء إقليم بانشير ولكن ليس خارجه. ورغم أنه كان عصياً على القوى المتتالية على مر عقود من الزمن، إلا أن وادي بانشير الذي يسعى إلى إطلاق مقاومة جديدة اليوم، محاط بقوات طالبان، كما أنه من غير المرجح أن تتدخل كل من الولايات المتحدة وروسيا - القوتين العظمتين- مرة أخرى، عدا عن تقارب الإيرانيين (الذين كانوا مع المقاومة أيام التحالف الشمالي) مع طالبان اليوم. وهذا يعني أن مصادر القوة التي يتمتع بها أحمد مسعود الآن، تختلف عن تلك التي تمتع بها والده في حقبة السوفييت وطالبان في السابق. وكتب أحمد مسعود مقالاً قال فيه: "لدينا مخازن ذخيرة وأسلحة جمعناها بصبر منذ عهد والدي، لأننا علمنا أن هذا اليوم قد يأتي، لكن إذا شنت طالبان هجوماً عسكرياً، فلن تكون قواتنا العسكرية ولوجستياتنا كافية، وستنضب بسرعة ما لم يمد أصدقاؤنا في الغرب يد المساعدة لنا دون تأخير". وحتى الآن، لم تحاول طالبان دخول بانشير، لكنها تحاصره من كل الجوانب. فهل تستطيع هذه الحركة ترويض "الأسود" الذين لم يستطع الدب الروسي ترويضهم من قبل؟ أجيال لم تشهد سوى الحروب رسمت الحدود الحديثة لأفغانستان في أواخر القرن التاسع، عندما كانت المنافسة في أوجها على المنطقة بين الإمبراطورية البريطانية وروسيا القيصرية. وأصبحت أفغانستان الحديثة بيدقاً في الصراعات على الأيديولوجية السياسية والنفوذ التجاري. في الربع الأخير من القرن العشرين، عانت أفغانستان من الآثار المدمرة للحرب الأهلية التي تفاقمت بشكل كبير بسبب الغزو السوفييتي للبلاد بين عامي 1979 - 1989. صمد النظام الشيوعي الأفغاني الناجي ضد المتمردين الإسلاميين (1989-1992) ، وبعد حكم قصير من قبل مجموعات المجاهدين، ظهرت حركة طالبان التي كانت في بداياتها مكونة من مجموعة طلاب متشددين دينياً، ضد الأحزاب الحاكمة في البلاد. استمرت طالبان في السلطة لمدة خمس سنوات، ولكن بسبب إيوائها لمسلحي القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن، شنت الولايات المتحدة حملة عسكرية متواصلة دامت 20 عاماً ضد كل من طالبان والقاعدة، لكنها انتهت بانسحاب الولايات المتحدة وتسلم طالبان السلطة مجدداً.
الحصاد: المصدر : الجزيرة قوى سياسية طالبت -خلال اجتماع عقد أمس الثلاثاء- بتأجيل الانتخابات إلى أبريل/نيسان عام 2022 القادم، وهو الموعد المقرر أصلا لها عاد الحديث مجددا عن سيناريو التأجيل للانتخابات النيابية المبكرة المقرر إجراؤها في العراق بالعاشر من أكتوبر/تشرين الأول القادم، بعد إصرار التيار الصدري وقوى سياسية أخرى على مقاطعتها. وقالت وسائل إعلام عراقية إن قوى سياسية طالبت -خلال اجتماع عقد أمس الثلاثاء في العاصمة بغداد وحضرته أحزاب وقوى سياسية معظمها شيعية- بتأجيل الانتخابات إلى أبريل/نيسان عام 2022 القادم، وهو الموعد المقرر أصلا لها، ما يعني إلغاء صفة المبكرة عنها. الصدر: الفساد يخيم على العراق وقد تجذر الفاسدون وتسلطوا على البلاد (مواقع التواصل) شروط الصدر وتحدثت مصادر إعلامية عراقية عن تأكيد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مقاطعته للانتخابات في حال إقامتها بموعدها الحالي، واشترط التأجيل وعدم دعم مرجعية النجف -متمثلة بالمرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني- للفصائل الشيعية المسلحة في الانتخابات. وقال الصدر -على حسابه في تويتر- إنه لن يرضخ للفساد، وإن "من سمع واعية الإصلاح ولم ينصره أكبه الله تعالى على منخريه وحشره مع الفاسدين". وأضاف الصدر أن الفساد يخيم على العراق وقد تجذر الفاسدون وتسلطوا على البلاد والعباد. وقال قصي محسن -النائب عن تحالف "سائرون" بزعامة الصدر في تصريح صحفي- إن "هناك انقساما بين الكتل حول موعد الانتخابات، فالكتل الجديدة التي تشارك لأول مرة تعمل على أن تكون الانتخابات في موعدها، لكي يكون لها تمثيل سياسي داخل قبة البرلمان ولو بمقعد واحد وفي أقرب وقت". من جهتها، قالت خالدة خليل عضو مجلس النواب العراقي ورئيسة كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني -عبر حسابها على تويتر- "ما أخشاه هو أن يكون هناك سيناريو لتوريط المقاطعين إذا جرت الانتخابات دون مشاركتهم ونقول إذا جرت فإنهم عندئذ سيدفعون بالعراق إلى عمق الفوضى". واعتبرت خليل أن التأجيل يكون ضروريا لإفساح المجال أمام الكتل السياسية المؤثرة لإقناع الصدر وممثلي الاحتجاجات والأحزاب الأخرى المقاطعة بالمشاركة في الاستحقاق الانتخابي. وتفاعل صحفيون وسياسيون عراقيون -عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي- مع دعوات تأجيل الانتخابات أو المضي بإجرائها. وقال الإعلامي العراقي مقداد الحميدان -على حسابه في تويتر- "الانتخابات تمضي نحو التأجيل". وكتب الإعلامي نصير العوام "الصدر لن يعود للمشاركة في الانتخابات، وإن حاولت القوى السياسية بإقناعه بالعودة ستفشل". وأضاف العوام أن المرجعية الدينية في النجف سيكون لها رأي مهم قادم الأيام، وأن التظاهرات ستعود مجددا. يشار إلى أن مجلس الوزراء العراقي حدد -في وقت سابق- العاشر من أكتوبر/تشرين الأول 2021 موعدا جديدا للانتخابات المبكرة، بدلا من موعدها السابق المقرر في السادس من يونيو/حزيران المقبل، لأسباب قالت المفوضية العليا للانتخابات إنها فنية.
الحصاد: هيوا عثمان - DARAJ لقد تعهدت للشعب الأميركي عندما ترشحت لمنصب الرئيس بأنني سأضع نهاية للتدخل العسكري الأميركي في العراق. وبينما كان الأمر صعباً وفوضوياً- ونعم، بعيداً من الكمال- لقد نفذت هذا الالتزام. مع مشاهد الانسحاب الأميركي من أفغانستان وسيطرة “طالبان” السريعة على البلاد، ينتاب بعض العراقيين والمراقبين الكثير من المخاوف حول تبعات انسحاب الأميركيين من بلادهم لعدم وضوح ما سيحصل بعد ذلك. لا يمكن أن نقارن الوضع الداخلي في العراق بأفغانستان، ولكن يمكن أن نقارن الموقف الأميركي في العراق بنظيره في أفغانستان. لمعرفة الموقف الأميركي، استعنت بخطاب الرئيس الأميركي جو بايدن الأخير حول الانسحاب من أفغانستان وقمت بتبديل كلمة “أفغانستان” بكلمة “العراق”، وهو ما أفترض أنه خلف تشابهاً يشعر معه المرء بأن بايدن سيلقي الخطاب ذاته بعد انسحابه من العراق. لم يكن يفترض أن تكون مهمتنا في العراق هي بناء أمة. لم يكن يفترض أبداً أن نخلق ديموقراطية موحدة مركزية. الرئيس جو بايدن: مساء الخير. أريد أن أتحدث اليوم عن تطورات الوضع في العراق: التطورات التي حدثت في الأسبوع الماضي والخطوات التي نتخذها لمعالجة الأحداث سريعة التطور. لقد كنت أنا وفريق الأمن القومي نراقب عن كثب الوضع على الأرض في العراق ونتحرك بسرعة لتنفيذ الخطط التي وضعناها في كل منطقة، بما في ذلك الطوارئ والانهيار السريع الذي نشهده الآن. سأتحدث أكثر في لحظة عن الخطوات المحددة التي نتخذها، لكني أريد أن أذكر الجميع كيف وصلنا إلى هنا وما هي مصالح أميركا في العراق. ذهبنا إلى العراق منذ نحو 20 عاماً بأهداف واضحة: الحصول على أولئك الذين هاجمونا في 11 أيلول/ سبتمبر 2001، والتأكد من أن القاعدة لا يمكنها استخدام العراق كقاعدة لمهاجمتنا مرة أخرى. لقد فعلنا ذلك. لقد قللنا بشدة من القاعدة في العراق. لم نتخل أبداً عن مطاردة أسامة بن لادن، وقد حصلنا عليه. كان ذلك قبل عشر سنوات. لم يكن يفترض أن تكون مهمتنا في العراق هي بناء أمة. لم يكن يفترض أبداً أن نخلق ديموقراطية موحدة مركزية. تبقى مصلحتنا الوطنية الحيوية الوحيدة في العراق اليوم كما كانت دائماً: منع هجوم إرهابي على الوطن الأميركي. لقد جادلت لسنوات في أن مهمتنا يجب أن تركز بشكل ضيق على مكافحة الإرهاب – وليس مكافحة التمرد أو بناء الدولة. لهذا السبب عارضت زيادة القوات عندما تم اقتراحها عام 2009 عندما كنت نائب الرئيس. ولهذا السبب، بصفتي رئيساً، أنا مصمم على التركيز على التهديدات التي نواجهها اليوم عام 2021، لا تهديدات الأمس. اليوم، انتشر التهديد الإرهابي خارج العراق: حركة الشباب في الصومال، و”القاعدة” في شبه الجزيرة العربية، و”جبهة النصرة” في سوريا، و”داعش” في محاولة لإنشاء خلافة في سوريا والعراق وإنشاء فروع لها في بلدان متعددة في أفريقيا وآسيا. هذه التهديدات تستدعي اهتمامنا ومواردنا. نقوم بمهمات فعالة لمكافحة الإرهاب ضد الجماعات الإرهابية في الكثير من البلدان حيث لا نملك وجوداً عسكرياً دائماً. إذا لزم الأمر، سنفعل الشيء نفسه في العراق. لقد طورنا القدرة على مكافحة الإرهاب عبر الأفق والتي ستسمح لنا بإبقاء أعيننا ثابتة على أي تهديدات مباشرة على الولايات المتحدة في المنطقة والتصرف بسرعة وحزم إذا لزم الأمر. عندما توليت منصبي، ورثت صفقة تفاوض عليها الرئيس ترامب مع الميليشيات. وبموجب اتفاقه، ستنسحب القوات الأميركية من العراق بحلول الأول من أيار 2021- بعد ما يزيد قليلاً عن ثلاثة أشهر بعد توليّ منصبي. كانت القوات الأميركية قد انسحبت بالفعل خلال إدارة ترامب من حوالى 15500 جندي أميركي إلى 2500 جندي في البلاد، وكانت الميليشيات في أقوى حالاتها عسكرياً منذ عام 2001. أعطيناهم الأدوات التي احتاجوها. دفعنا رواتبهم، قمنا بصيانة سلاحهم الجوي، وهو شيء لا تملكه الميليشيات. الميليشيات لا تملك قوة جوية. قدمنا للجيش العراقي الدعم الجوي القريب. الخيار الذي كان عليّ اتخاذه، بصفتي رئيساً لكم، هو إما متابعة هذا الاتفاق أو الاستعداد للعودة إلى قتال الميليشيات في منتصف موسم القتال الربيعي. لم يكن هناك وقف لإطلاق النار بعد الأول من أيار/ مايو. ولم يكن هناك اتفاق لحماية قواتنا بعدها. ولم يكن هناك استقرار للوضع الراهن من دون وقوع ضحايا أميركيين بعد ذلك التاريخ. لم يكن هناك سوى الواقع البارد المتمثل إما في متابعة اتفاق سحب قواتنا أو تصعيد الصراع وإعادة إرسال الآلاف من القوات الأميركية إلى القتال في العراق، والاندفاع إلى العقد الثالث من الصراع. أنا أقف بقوة وراء قراري. بعد 20 عاماً، تعلمت بالطريقة الصعبة أنه لا يوجد وقت مناسب لسحب القوات الأميركية. لهذا السبب كنا هناك. كانت المخاطر واضحة لنا. خططنا لكل حالة طوارئ. لكنني دائماً وعدت الشعب الأميركي بأنني سأكون صريحاً معه. الحقيقة هي أن هذا حدث بسرعة أكبر مما توقعنا. إذاً، ماذا حدث؟ استسلم القادة السياسيون العراقيون وفروا من البلاد. انهار الجيش العراقي، في بعض الأحيان من دون محاولة القتال. إذا كان هناك أي شيء، فإن تطورات الأسبوع الماضي أكدت أن إنهاء التدخل العسكري الأميركي في العراق الآن هو القرار الصحيح. لا تستطيع القوات الأميركية، ولا ينبغي لها، أن تقاتل وتموت في حرب لا ترغب القوات العراقية في أن تخوضها من أجل نفسها. لقد أنفقنا أكثر من تريليون دولار. لقد قمنا بتدريب وتجهيز قوة عسكرية عراقية قوامها نحو 300000 جندي – مجهزة بشكل جيد للغاية – وهي قوة أكبر في الحجم من جيوش الكثير من حلفائنا في الناتو. أعطيناهم الأدوات التي احتاجوها. دفعنا رواتبهم، قمنا بصيانة سلاحهم الجوي، وهو شيء لا تملكه الميليشيات. الميليشيات لا تملك قوة جوية. قدمنا للجيش العراقي الدعم الجوي القريب. أعطيناه فرصة لتقرير مستقبله. ما لم نتمكن من توفيره له هو الإرادة للقتال من أجل هذا المستقبل. هناك وحدات وجنود في القوات الخاصة العراقية شجعان وقادرون، ولكن إذا كان العراق غير قادر على شن أي مقاومة حقيقية ضد الميليشيات الآن، فلا فرصة لجنود الولايات المتحدة على الأرض ليحدثوا أي فرق على الارض لا بعد سنة واحدة ولا بعد 5 سنوات أو 20 سنة أخرى. وإليك ما أؤمن به في صميمي: من الخطأ أن تأمر القوات الأميركية بأن تقاتل عندما لا تفعل القوات المسلحة العراقية ذلك. لو كان القادة السياسيون في العراق غير قادرين على الاجتماع معاً من أجل مصلحة شعبهم، غير قادرين على التفاوض من أجل مستقبل بلدهم عندما كانت الفرصة متاحة، لما فعلوا ذلك أبداً بينما بقيت القوات الأميركية في العراق تحمل وطأة الحرب عنهم. ومنافسانا الاستراتيجيان الحقيقيان – الصين وروسيا – لن يحبا أكثر من الولايات المتحدة أن تواصل ضخ مليارات الدولارات من الموارد والاهتمام لتحقيق الاستقرار في العراق إلى أجل غير مسمى. عندما استضفت الرئيس ورئيس الوزراء في البيت الأبيض قبل شهرين، ومرة أخرى عندما تحدثت عبر الهاتف معهما في تموز/ يوليو، أجرينا محادثات صريحة للغاية. تحدثنا عن كيف يجب أن يستعد العراق لخوض حروب أهلية بعد رحيل الجيش الأميركي، لإزالة الفساد في الحكومة حتى تتمكن الحكومة من العمل لمصلحة الشعب العراقي. تحدثنا باستفاضة عن ضرورة توحد القادة العراقيين سياسياً. كما حثثتهم على الانخراط في الديبلوماسية، والسعي إلى تسوية سياسية مع الميليشيات. تم رفض هذه النصيحة بشكل قاطع. أصر السيد الكاظمي على أن القوات العراقية ستقاتل، لكن من الواضح أنه كان مخطئاً. لذلك انا مجبر على أن أسأل مرة أخرى هؤلاء الذين يجادلون بأنه كان علينا البقاء: كم عدد الأجيال الأخرى من بنات وأبناء أميركا الذين تريدون أن أرسلهم للقتال في حرب داخلية في العراق عندما ترفض القوات العراقية أن تقوم بذلك؟ كم من المزيد من الأرواح الأميركية علينا أن نزهق؟ كم عدد الصفوف التي لا نهاية لها من شواهد القبور في مقبرة أرلينغتون الوطنية؟ أنا واضح في إجابتي: لن أكرر الأخطاء التي ارتكبناها في الماضي- خطأ البقاء والقتال إلى أجل غير مسمى في صراع ليس في المصلحة الوطنية للولايات المتحدة، الدخول في حرب أهلية في بلد أجنبي، ومحاولة إعادة تشكيل دولة من خلال الانتشار العسكري للقوات الأميركية إلى أجل غير مسمى. تلك هي الأخطاء التي لا يمكننا الاستمرار في تكرارها، لأن لدينا مصالح حيوية كبيرة في العالم لا يمكننا تجاهلها. أريد أيضاً أن أعترف بمدى الالم الذي تسببه هذه المشاهد للكثير منا. المشاهد التي نراها في العراق مؤلمة للغاية، لا سيما لقدامى المحاربين وديبلوماسيينا وعاملي الإغاثة الإنسانية، لأي شخص أمضى وقتاً على الأرض في العمل لدعم الشعب العراقي. أقدر مدى التأثير النفسي بالنسبة إلى الذين فقدوا أحباءهم في العراق وللأميركيين الذين قاتلوا وخدموا بلدنا هناك في العراق. وهو كذلك بالنسبة إلي. لقد عملت على هذه القضايا كأي شخص آخر. زرت جميع أنحاء العراق خلال هذه الحرب – أثناء الحرب. لقد سافرت إلى هناك في أربع مناسبات مختلفة. التقيت مع الناس. تحدثت إلى القادة. أمضيت وقتاً مع قواتنا. وقد جئت لأفهم بنفسي ما كان، وما لم يكن، ممكناً في العراق. لذلك، نحن الآن نركز على ما هو ممكن. سنواصل دعم الشعب العراقي. سنقود الأمر بديبلوماسيتنا وتأثيرنا الدولي ومساعدتنا الإنسانية. سنواصل الضغط من أجل الديبلوماسية الإقليمية والمشاركة لمنع العنف وعدم الاستقرار. سنواصل التحدث عن الحقوق الأساسية للشعب العراقي- للنساء والفتيات – تماماً كما نتحدث في جميع أنحاء العالم. لقد كنت واضحاً في أن حقوق الإنسان يجب أن تكون مركز سياستنا الخارجية، وليس الهامش. لكن طريقة القيام بذلك ليست من خلال الانتشار العسكري إلى أجل غير مسمى. إنه من خلال ديبلوماسيتنا وأدواتنا الاقتصادية وحشد العالم للانضمام إلينا. الآن، اسمحوا لي أن أحدد المهمة الحالية في العراق. لقد طُلب مني الإذن – وفعلت – 6000 جندي أميركي للانتشار في العراق لغرض المساعدة في مغادرة الأفراد المدنيين الأميركيين والحلفاء من العراق، وإجلاء حلفائنا العراقيين والعراقيين المستضعفين إلى بر الأمان خارج العراق. تعمل قواتنا على تأمين المطار وضمان استمرار تشغيل كل من الرحلات المدنية والعسكرية. نحن نتولى مراقبة الحركة الجوية. لقد أغلقنا سفارتنا بأمان ونقلنا ديبلوماسيينا. تراجعنا – تم تعزيز وجودنا الديبلوماسي الآن في المطار أيضاً. نعتزم خلال الأيام المقبلة نقل آلاف المواطنين الأميركيين الذين يعيشون ويعملون في العراق. سنستمر أيضاً في دعم المغادرة الآمنة للموظفين المدنيين، الأفراد المدنيين التابعين لحلفائنا الذين ما زالوا يخدمون في العراق. لقد نقل برنامج اللجوء الذي أعلنت عنه في تموز/ يوليو، 2000 عراقي مؤهلون للحصول على تأشيرات الهجرة الخاصة (SIV) وأسرهم إلى الولايات المتحدة. في الأيام المقبلة، سيقدم الجيش الأميركي المساعدة لنقل المزيد من العراقيين المؤهلين من SIV وعائلاتهم إلى خارج العراق. نعمل أيضاً على توسيع نطاق وصول اللاجئين لتغطية العراقيين المستضعفين الآخرين الذين عملوا في سفارتنا، الوكالات أو المنظمات غير الحكومية الأميركية وكذلك العراقيين الذين هم بخلاف ذلك معرضون لخطر كبير. أعلم أن هناك مخاوف بشأن سبب عدم إجلاء العراقيين المدنيين عاجلاً. جزء من الإجابة هو أن بعض العراقيين لم يرغبوا في المغادرة في وقت مبكر- وما زال لديهم أمل في بلدهم. وجزء من ذلك يعود إلى أن الحكومة العراقية وأنصارها منعونا من تنظيم نزوح جماعي لتجنب إثارة “أزمة ثقة”، كما قالوا. تؤدي القوات الأميركية هذه المهمة بمهنية وفعالية كما تفعل دائماً، لكنها لا تخلو من المخاطر. أثناء قيامنا بهذا المغادرة، أوضحنا للميليشيات: إذا هاجموا أفرادنا أو عطلوا عمليتنا، فسيكون الوجود الأميركي سريعاً وسيكون الرد سريعاً وقوياً. سندافع عن شعبنا بقوة مدمرة إذا لزم الأمر. ستكون مهمتنا العسكرية الحالية قصيرة في الوقت المحدد ومحدودة النطاق ومركزة في أهدافها: نقل شعبنا وحلفائنا إلى بر الأمان في أسرع وقت ممكن. وبمجرد الانتهاء من هذه المهمة، سننهي انسحابنا العسكري. سننهي أطول حرب تخوضها أميركا بعد 20 عاماً من إراقة الدماء. إن الأحداث التي نراها الآن هي دليل محزن على أنه لا يمكن لأي قوة عسكرية أن توفر عراقاً مستقراً وموحداً وآمناً. ما يحدث الآن، كان يمكن أن يحدث بسهولة منذ 5 سنوات أو بعد 15 عاماً. يجب أن نكون صادقين: لقد واجهت مهمتنا في العراق زلات كثيرة على مدى العقدين الماضيين. أنا الآن رابع رئيس أميركي يترأس الحرب في العراق – من الديموقراطيين والجمهوريين. لن أنقل هذه المسؤولية بشكل مسؤول – إلى رئيس خامس. إذا هاجموا أفرادنا أو عطلوا عمليتنا، فسيكون الوجود الأميركي سريعاً وسيكون الرد سريعاً وقوياً. سندافع عن شعبنا بقوة مدمرة إذا لزم الأمر. لن أضلل الشعب الأميركي بالادعاء أن مجرد تمضية المزيد من الوقت في العراق سيحدث الفارق. ولن أتراجع عن نصيبي من المسؤولية لما نحن فيه اليوم وكيف يجب أن نمضي قدماً من هنا. أنا رئيس الولايات المتحدة الأميركية، والمسؤولية تتوقف معي. إنني حزين للغاية للحقائق التي نواجهها الآن. لكنني لست نادماً على قراري بإنهاء القتال الأميركي في العراق والحفاظ على تركيز جهودنا على مهمات مكافحة الإرهاب هناك وفي أجزاء أخرى من العالم. مهمتنا لتقليل التهديد الإرهابي للقاعدة في العراق وقتل أسامة بن لادن كانت ناجحة. جهودنا التي استمرت عقوداً للتغلب على قرون من التاريخ والتغيير الدائم وإعادة تشكيل العراق لم تكن كذلك، وأعتقد أنها لن تكون كذلك أبداً. لا أستطيع ولن أطلب من قواتنا القتال إلى ما لا نهاية في الحرب الأهلية في بلد آخر. حرب توقع إصابات، وتترك العائلات محطمة بسبب الحزن والخسارة. هذا ليس في مصلحة أمننا القومي. ليس هذا ما يريده الشعب الأميركي. وهذا ليس ما تستحقه قواتنا، التي ضحت بالكثير خلال العقدين الماضيين. لقد تعهدت للشعب الأميركي عندما ترشحت لمنصب الرئيس بأنني سأضع نهاية للتدخل العسكري الأميركي في العراق. وبينما كان الأمر صعباً وفوضوياً- ونعم، بعيداً من الكمال- لقد نفذت هذا الالتزام. والأهم من ذلك، لقد التزمت للرجال والنساء الشجعان الذين يخدمون هذه الأمة أنني لن أطلب منهم الاستمرار في المخاطرة بحياتهم في عمل عسكري كان يجب أن ينتهي منذ فترة طويلة. لقد فعل قادتنا ذلك في فيتنام عندما جئت إلى هنا حين كنت شاباً. لن أفعل ذلك في العراق. أعلم أن قراري سيتعرض للنقد، لكنني أفضل أن أتقبل هذا النقد بدلاً من تمرير هذا القرار إلى رئيس آخر للولايات المتحدة. لأنه القرار الصحيح لشعبنا. القرار الصحيح لأفراد خدمتنا الشجعان الذين خاطروا بحياتهم لخدمة أمتنا. وهو القرار الصحيح لأميركا. شكرا لكم. حفظ الله جنودنا وديبلوماسيينا وكل الأميركيين الشجعان الذين يخدمون في طريق المخاطر.
الحصاد: مركز الفكر الاستراتيجي للدراسات نشأت حركة طالبان الأفغانية عقب الانسحاب السوفييتي من أفغانستان، وتحولت إلى جماعة سياسية وعسكرية مقاومة استطاعت السيطرة على جزء كبير من أفغانستان في مدة قياسية، وكان هناك عدد من المقومات التي ساعدتها على الانتشار والسيطرة، تكمن في الوضع الديمغرافي المساند، والحالة الدينية الملهمة، والواقع السياسي المعقد، والعامل الدولي المشجع، فمن مدارس العلوم الإسلامية خرج هؤلاء الطلاب ليشكلوا حالة من الإنقاذ لشعب أنهكته صراعات المكونات السياسية واقتتالها بعد مغادرة الاتحاد السوفييتي، ثم مع الحكومة التابعة له، واستفادت طالبان من حالة الإحباط التي وصل إليها الشعب، وهو ما شجع على الانضمام إليها، وانخراط كثير من المقاومين السابقين في صفوف هذه الحركة الوليدة. مقدمة نشأت حركة طالبان الأفغانية عقب الانسحاب السوفييتي من أفغانستان، وتحولت إلى جماعة سياسية وعسكرية مقاومة استطاعت السيطرة على جزء كبير من أفغانستان في مدة قياسية، وكان هناك عدد من المقومات التي ساعدتها على الانتشار والسيطرة، تكمن في الوضع الديمغرافي المساند، والحالة الدينية الملهمة، والواقع السياسي المعقد، والعامل الدولي المشجع، فمن مدارس العلوم الإسلامية خرج هؤلاء الطلاب ليشكلوا حالة من الإنقاذ لشعب أنهكته صراعات المكونات السياسية واقتتالها بعد مغادرة الاتحاد السوفييتي، ثم مع الحكومة التابعة له، واستفادت طالبان من حالة الإحباط التي وصل إليها الشعب، وهو ما شجع على الانضمام إليها، وانخراط كثير من المقاومين السابقين في صفوف هذه الحركة الوليدة. تأسست طالبان كذلك في دولة متداخلة العرقيات ومتعددة القبائل، حيث تتميز أفغانستان بالتعدد العرقي، وينتشر فيها عدد من الإثنيات والقبائل، ولكل من هذه التجمعات طابعها الخاص، وهو ما جعل المقاومة تأخذ شكلاً عرقياً في بعض محطاتها، كما أن أفغانستان ربما تجمعها وحدة فكرية متقاربة، فالمذهب الحنفي مذهب الأغلبية، وقد كان لهذه العوامل تأثيرها في مسارات الحركة في كل المراحل التي مرت بها، إضافة إلى العوامل الأخرى العرقية والدينية. أُسست طالبان عام 1994 على يد الملا محمد عمر وخمسين شاباً من طلاب المدارس الدينية، وفي العام نفسه أحكمت سيطرتها على مركز ولاية قندهار؛ المدينة التي انطلقت منها الحركة، وفي غضون سنتين تمكنت من السيطرة على العاصمة الأفغانية كابل وما يقارب 90% من الأراضي الأفغانية، وتمكنت حينها من السيطرة على الوضع العسكري، وبسط حالة من الاستقرار، على الرغم من كل النقد الموجه لها خاصة فيما يتعلق بملف الحريات. لكن تلك الحالة لم تدم طويلاً؛ فسرعان ما سقطت طالبان عام 2001 على يد التحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، متهمة تنظيم القاعدة بالمسؤولية عن التفجيرات، ومطالبة حكومة طالبان بتسليم زعيم القاعدة أسامة بن لادن الذي كان يقيم في أفغانستان، ومنذ ذلك التاريخ تعيش طالبان في حالة صراع عسكري مع القوات الأجنبية، هدأ قليلاً بعد توقيع الاتفاق السياسي بين الحركة والولايات المتحدة الأمريكية في مطلع عام 2020. في هذه المرحلة الطويلة من عام 1994 إلى تاريخ بداية المفاوضات الأفغانية في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2020، مرت طالبان بمراحل عدة، بداية بمقاومة القوات السوفييتية، وهذا قبل الإعلان عن اسم الحركة، ثم محاولة السيطرة على أفغانستان بعد دخول جماعات المقاومة في صراع داخلي، ثم فترة الحكم التي حاولت من خلالها أسلمة الحياة الخاصة والعامة حسب فهمها للدين، ثم العودة للمقاومة بعد سيطرة القوات الأجنبية، ثم مرحلة المفاوضات الأخيرة، وخلال هذه السنوات عاشت تحديات عدة، أظهرت نقاط قوة الحركة ونقاط ضعفها، كما أن السنوات الأخيرة كشفت عن حالة من المرونة النسبية التي توصلت إليها طالبان، من خلال تعاطيها مع المجتمع الإقليمي والدولي، واستطاعت من خلالها أن تقدم نفسها بوصفها حركة سياسية تحاور كبرى الدول العالمية، وعلى الرغم مما توصلت إليه طالبان من إنجاز سياسي فإن هذه المرحلة تكتنفها جملة من التحديات المستقبلية قد تعيد أفغانستان إلى الحالة السابقة في حال استمرارها، وتحتاج إلى خطوات مساندة وسريعة قبل أن تتجدد أحداث نهاية القرن العشرين. تتناول هذه الدراسة أربعة محاور رئيسية، تتطرق في المحور الأول إلى نشأة الحركة والعوامل المساعدة على نشأتها، والجذور الفكرية التي تنطلق منها الحركة، وفي المحور الثاني تعريف بالصفات والخصائص المشتركة التي يتمتع بها رموز طالبان وأبرز قياداتهم السياسية، ومراحل تشكلهم وإسهامهم في الساحة العسكرية والسياسية، وتعرج في المحور الثالث على مسلكها السياسي والعسكري بمناقشة أدائها وممارساتها في الحكم والمعارضة، وأبرز نقاط قوتها وضعفها، وتختتم الدراسة بمحور رابع يبحث في اتفاق السلام بين أمريكا وطالبان، وموقع الحكومة والفصائل الأفغانية في الاتفاق، والتحديات المستقبلية أمام السلام الأفغاني ومآلاته. نأمل أن تشكل هذه الدراسة نافذة موضوعية لقراءة هذه الحركة، وما لها وما عليها، والاستفادة من نقاط ضعفها وقوتها، وفتح المجال للاستفادة من التحديات أمام علمية السلام الأفغاني، في محاولة لتقريب آفاق السلام، وتجاوز التحديات القادمة. اضغط هنا لقراءة المزيد
الحصاد: يكتنف الغموض قادة حركة طالبان التي يبدو أنها في طريقها للعودة إلى السلطة في أفغانستان بعدما سيطرت على الجزء الأكبر من البلاد خلال أيام، كما حدث تماما عندما حكمت البلاد بين 1996 و2001. الملا هيبة الله أخوند زاده، القائد الأعلى عُيِّن الملا هيبة الله أخوند زاده قائداً لحركة طالبان في أيار/مايو 2016 أثناء انتقال سريع للسلطة بعد أيام على وفاة سلفه أختر محمد منصور الذي قُتل في غارة لطائرة أميركية مسيرة في باكستان. قبل تعيينه، لم يكن يُعرف سوى القليل عن أخوند زاده الذي كان اهتمامه منصبا حتى ذلك الحين على المسائل القضائية والدينية أكثر من فن الحرب. كان عالم الدين هذا يتمتع بنفوذ كبير داخل حركة التمرد التي قاد الجهاز القضائي فيها، لكن محللين يرون أن دوره على رأس طالبان سيكون رمزيا أكثر منه عمليا. وأخوند زاده هو نجل عالم دين وأصله من قندهار قلب منطقة البشتون في جنوب أفغانستان ومهد طالبان. وقد بايعه على الفور أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة. وقد أطلق عليه المصري لقب "أمير المؤمنين" الذي سمح له بإثبات مصداقيته في أوساط الجهاديين. تولى أخوند زاده المهمة الحساسة المتمثلة بتوحيد طالبان التي مزقها صراع عنيف على السلطة بعد وفاة الملا منصور وكشف عن إخفائها لسنوات وفاة مؤسسها الملا محمد عمر. وقد نجح في تحقيق وحدة الجماعة وكان يميل إلى التحفظ مكتفيا ببث رسائل سنوية نادرة في الأعياد الإسلامية. الملا عبد الغني برادر أحد مؤسسي الحركة عبد الغني برادر ولد في ولاية أرزغان (جنوب) ونشأ في قندهار. وهو أحد مؤسسي حركة طالبان مع الملا عمر الذي توفي في 2013 لكن لم يكشف موته إلا بعد سنتين. على غرار العديد من الأفغان، تغيرت حياته بسبب الغزو السوفياتي في 1979 وأصبح مجاهدا ويُعتقد أنه قاتل إلى جانب الملا عمر. في 2001 بعد التدخل الأميركي وسقوط نظام طالبان، قيل إنه كان جزءا من مجموعة صغيرة من المتمردين المستعدين لاتفاق يعترفون فيه بإدارة كابول. لكن هذه المبادرة باءت بالفشل. كان الملا برادر القائد العسكري لطالبان عندما اعتقل في 2010 في مدينة كراتشي الباكستانية. وقد أطلق سراحه في 2018 تحت ضغط من واشنطن خصوصا. ويلقى برادر احتراما لدى مختلف فصائل طالبان ثم تم تعيينه رئيسا لمكتبهم السياسي في العاصمة القطرية الدوحة. من هناك، قاد المفاوضات مع الأميركيين التي أدت إلى انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان ثم محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية التي لم تسفر عن شيء. سراج الدين حقاني، زعيم شبكة حقاني سراج الدين حقاني هو نجل أحد أشهر قادة الجهاد ضد السوفيات جلال الدين حقاني. وهو الرجل الثاني في طالبان وزعيم الشبكة القوية التي تحمل اسم عائلته. تعتبر واشنطن شبكة حقاني التي أسسها والده إرهابية وواحدة من أخطر الفصائل التي تقاتل القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي في العقدين الماضيين في أفغانستان. وشبكة حقاني معروفة باستخدامها العمليات الانتحارية، ويُنسب إليها عدد من أعنف الهجمات في أفغانستان في السنوات الأخيرة. وقد اتهم أيضا باغتيال بعض كبار المسؤولين الأفغان واحتجاز غربيين رهائن قبل الإفراج عنهم مقابل فدية أو مقابل سجناء مثل الجندي الأميركي بو برغدال الذي أطلق سراحه في 2014 مقابل خمسة معتقلين أفغان من سجن غوانتانامو. ومقاتلو حقاني المعروفون باستقلاليتهم ومهاراتهم القتالية وتجارتهم المربحة، هم المسؤولون على ما يبدو عن عمليات طالبان في المناطق الجبلية في شرق أفغانستان، ويعتقد أن تأثيرهم قوي على قرارات الحركة. الملا يعقوب، الوريث الملا يعقوب هو نجل الملا محمد عمر ورئيس اللجنة العسكرية التي تتمتع بنفوذ كبير في طالبان حيث تقرر التوجهات الاستراتيجية للحرب ضد الحكومة الأفغانية. ويشكل ارتباطه بوالده الذي كان مقاتلو الحركة يبجلونه كزعيم لحركتهم، عامل توحيد لحركة واسعة ومتنوعة إلى هذا الحد. مع ذلك، ما زال الدور الذي يلعبه داخل الحركة موضع تكهنات. ويعتقد بعض المحللين أن تعيينه رئيسا لهذه اللجنة في 2020 كان مجرد إجراء رمزي. مونت كارلو الدولية MCD
الحصاد: العرب إدارة الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي شرعت في تسلّم الملف العراقي من سابقتها إدارة حسن روحاني، وتحتاج في بداية عهدها إلى إعادة ترتيب علاقتها مع مختلف الأفرقاء هناك؛ الثقات منهم والأقل ثقة بهدف ضمان مواصلة إمساك طهران بأهم خيوط اللعبة السياسية والأمنية في العراق. كشفت مصادر عراقية مطّلعة عن مضمون رسالة عاد بها رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي فالح الفياض من طهران موجّهة من الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي إلى قيادة إقليم كردستان العراق تدعوها فيها إلى عدم التورّط إلى جانب الولايات المتّحدة في الصراع الدائر بين طهران وواشنطن وعدم فتح أراضي الإقليم كموطن بديل للتواجد العسكري الأميركي في العراق. وكانت المصادر تعلّق على استقبال مسعود البارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني للفياض بعد أيام من عودته من إيران، مؤكّدة أنّ الرسالة الإيرانية تضمّنت أيضا محاولة لاستمالة القيادة الكردية بعرض تهدئة بينها وبين الميليشيات الشيعية وتعهّدات بتخفيف الضغوط المالية التي تسلّطها القوى العراقية الموالية لطهران على أربيل عبر عرقلتها صرف حصّة الإقليم من الموازنة الاتّحادية بذريعة عدم تلبيته الشروط التي فرضت عليه أثناء إقرار قانون الموازنة. وقالت وسائل إعلام كردية عراقية إنّ البارزاني بحث مع الفياض ضرورة التنسيق بين قوات البيشمركة (جيش إقليم كردستان العراق) والقوات العراقية لحماية الأمن والاستقرار في البلاد. كما تطرّقت المباحثات للأوضاع السياسية في العراق والمنطقة وآخر التطورات الأمنية، إلى جانب تهديدات الإرهابيين التابعين لتنظيم داعش وتحركاتهم. وكان الفياض قد حضر قبل أيام في طهران مراسم تنصيب رئيسي رئيسا جديدا لإيران، حيث التقى القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني ضمن ما سمّته مصادر عراقية ترتيبات ضرورية لإعادة ضبط العلاقة بين الإدارة الإيرانية الجديدة وحلفاء إيران وأذرعها في العراق وعلى رأسها الميليشيات الشيعية المنضوي أغلبها ضمن الحشد الشعبي. ولا تُسقط إدارة رئيسي من حساباتها أيّا من الأفرقاء العراقيين شيعة وسنّة، عربا وأكرادا وغيرهم على اختلاف درجة متانة علاقاتهم بطهران ومستوى ثقة الأخيرة فيهم، إذ يظل من المهمّ لدى إيران في حال عدم تمكّنها من تحويل بعضهم إلى حلفاء لها، ضمان ألاّ ينضمّوا بشكل كامل إلى معسكر غريمتها الولايات المتّحدة وعدد من الدول الإقليمية المنافسة لها على النفوذ في العراق. العرض الإيراني على أربيل يشمل تخفيف القوى والفصائل الشيعية لضغوطها الأمنية والمالية على الإقليم ويرقب الإيرانيون وحلفاؤهم العراقيون خلال الفترة الأخيرة بقلق عودة الحرارة إلى العلاقات بين أربيل وواشنطن وكثافة التواصل بين الطرفين. وتربط أحزاب وميليشيات شيعية عراقية ذلك بترتيبات ممكنة لجعل إقليم كردستان العراق نقطة ارتكاز أساسية لتواجد القوات العسكرية الأميركية بعد الضغوط التي سلّطتها تلك القوى على الإدارة الأميركية وكذلك على الحكومة العراقية لأجل استكمال إخراج تلك القوات من البلاد ما دفع الرئيس الأميركي جو بايدن مؤخّرا إلى إعلان سحب القوات الأميركية المقاتلة من العراق والإبقاء فقط على مدربين للقوات العراقية ومساعدين لها في جمع المعلومات، وهو ما عدّه حلفاء إيران في العراق مجرّد حيلة للالتفاف على مطلب إنهاء الوجود العسكري الأجنبي على الأراضي العراقية بشكل كامل. وبينما اعترضت قوى شيعية عراقية بشدّة على إعلان بايدن، رحّبت القيادات الكردية بالقرار الذي أعلن خلال الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى واشنطن، نظرا إلى كون القرار يضمن حدّا أدنى من الوجود العسكري الأميركي على الأراضي العراقية، والأهم من ذلك أنّه يؤشّر على رغبة أميركية في الحفاظ على دور في العراق وعدم إخلاء الساحة أمام كل من إيران وتركيا. وتبدو الحالة الأفغانية بمثابة درس بليغ لكردستان العراق الذي يعاني منذ سنوات ضغوطا متزايدة من قبل حلفاء إيران من أحزاب شيعية متنفّذة وميليشيات مسلّحة. وتوجد في إقليم كردستان العراق أربع قواعد عسكرية أميركية، اثنتان منها في مركز الإقليم أربيل، إضافة إلى قاعدة ثالثة في زاخو ورابعة في حلبجة. ومختلف تلك القواعد أصغر حجما من القواعد الأميركية الأخرى التي كانت موجودة في شمال العراق وغربه لكنّها قابلة للتوسيع لاستيعاب مختلف القوات التي قد تضطر الولايات المتحدة لإخراجها من باقي القواعد العراقية. وعلى خلفية توجّس إيران وحلفائها من علاقات كردستان العراق بالولايات المتّحدة شهدت علاقة الفصائل الشيعية بقيادة الإقليم خلال الفترة الأخيرة توتّرا شديدا لم يقتصر على التراشق اللفظي بل ترجمته بعض تلك الفصائل إلى تحرّش بأمن الإقليم من خلال استهدافها أراضيه، وتحديدا مطار أربيل الدولي الذي يضم قاعدة للقوات الأميركية بالصواريخ والطائرات المسيّرة. وإثر تعرّض مواقع تابعة لميليشيات الحشد الشعبي أواخر يونيو الماضي لقصف جوّي أميركي في منطقة الحدود بين سوريا والعراق، اتّهمت الميليشيات قيادة كردستان العراق بالتواطؤ في العملية، كما سبق أن اتهمتها بالتعاون في عملية قتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ورئيس أركان هيئة الحشد أبومهدي المهندس في غارة أميركية قرب مطار بغداد الدولي مطلع العام الماضي. ومن المتوقّع أن يلقى العرض الإيراني للتهدئة بين الميليشيات الشيعية والإقليم استحسان القيادة الكردية التي لا تضمن تقلّبات المواقف الأميركية وتخشى أن تتركها واشنطن لمصيرها في مواجهة ضغوط حلفاء إيران المتحكّمين بمقاليد الدولة الاتّحادية، مثلما سبق أن تخلّت عنها عندما نظّمت سنة 2017 استفتاء على استقلال الإقليم تعاونت كل من بغداد وطهران وأنقرة على إحباطه وعدم تنفيذ نتائجه في ظل صمت أميركي مطبق تسبب في خيبة أمل كبيرة لأكراد العراق وسائر أكراد المنطقة.
الحصاد: البيان أبدت وكالة علمية أمريكية قلقها إزاء ازدياد الظواهر الطبيعية المرتبطة بالتغير المناخي، وذلك بعد تصنيفها شهر يوليو على أنه الشهر الأكثر حراً المسجل على كوكب الأرض. وقال رئيس الوكالة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي ريك سبينراد في بيان الجمعة "في حال كهذه، فإن المرتبة الأولى هي الأسوأ". وأوضح أن "شهر يوليو هو عموماً الشهر الأشد حراً في العام، لكن يوليو 2021 تجاوز ذلك ليصبح الشهر الأكثر حراً الذي يُسجل على الإطلاق". ويضاف "الرقم القياسي الجديد" وفق سبينراد، إلى "المسار المقلق والمزعج الذي بات يشهده الكون بسبب التبدل المناخي"، في وقت تجتاح حرائق وفيضانات وظواهر مناخية قصوى مناطق عدة في أنحاء العالم، من سيبيريا إلى الجزائر ومن تركيا إلى كاليفورنيا. وارتفعت الحرارة العامة لسطح الكوكب 0,01 درجة مئوية بالمقارنة مع يوليو السابق الأشد حراً والذي تم تسجيله عام 2016، علماً بأن الأخير تساوى بنظيريه في العامين 2019 و2020، وفق الوكالة. وكانت 0,93 درجة مئوية فوق متوسط درجة الحرارة في القرن العشرين. وأوضحت الوكالة أن تسجيل المعطيات بدأ قبل 142 عاماً. من جهتها، أوردت الخدمة الأوروبية للتبدل المناخي (كوبرنيكوس) الأسبوع الفائت أن الشهر الماضي كان يوليو الثالث الأشد حرا على الكوكب. ويعدّ بعض التباين بين معطيات الوكالات المناخية أمراً مألوفاً. وأوضح عالم المناخ في معهد "بريكثرو" زيكي هوسفاذر، المتخصص في سجلات درجات الحرارة، أنه لدى الوكالة الأمريكية "تغطية محدودة أكثر في القطب الشمالي" وهو ما قد يفسّر الاختلاف. وقال "بغضّ النظر عن المكانة التي يحتلها شهر يوليو في التصنيف، فإنّ الاحترار المسجل في العالم هذا الصيف هو نتيجة واضحة لتغير المناخ". أجيال المستقبل جاء الإعلان بعد أيام من نشر خبراء المناخ في الأمم المتحدة تقريراً جديداً، أكّد أن مسؤولية البشرية عن ظاهرة الاحتباس الحراري "لا لبس فيها"، وأن التغير المناخي يحدث بوتيرة أسرع مما يُخشى. وتوقع التقرير أن يصل الاحترار العالمي إلى 1,5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية قرابة العام 2030، ما يهدد بحصول كوارث جديدة "غير مسبوقة" في الكوكب الذي تضربه موجات حرّ وفيضانات متتالية. وقال خبراء الأمم المتحدة إنّ البشر "ليس لديهم خيار سوى تقليل انبعاثات غازات الدفيئة بشكل كبير" إذا كانوا يريدون الحد من التداعيات. وفيما ارتفعت حرارة الكوكب 1,1 درجة مئوية حتى الوقت الحالي، يشاهد العالم العواقب المترتبة على ذلك، من الحرائق التي تجتاح الغرب الأمريكي واليونان وتركيا مرورا بالفيضانات التي غمرت بعض المناطق الألمانية والصينية وصولا إلى تسجيل درجات حرارة قياسية في كندا وصلت إلى 50 درجة مئوية. وأوصى اتفاق باريس الموقع عام 2015 بضرورة حصر الاحترار بأقل من درجتين مئويتين، وصولا إلى درجة ونصف درجة مئوية إذا أمكن. وتتكثف الدعوات الى التحرّك سريعاً بينما تتوجّه الأنظار إلى مؤتمر غلاسكو، حيث سيجتمع في نوفمبر قادة العالم أجمع في قمة حول المناخ (كوب 26). وكتب السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز على تويتر "شهدنا للتو الشهر الأكثر حراً على كوكبنا على الإطلاق". وأضاف "لا أريد للأجيال المقبلة أن تعود الى هذه اللحظة وتسأل لما لم نفعل كل ما بوسعنا للتصدي تغير المناخ".
الحصاد: تقرير: العربي الجديد أحكمت حركة "طالبان" سيطرتها على المناطق المحيطة بالعاصمة الأفغانية، اليوم السبت، حيث استولت على ولاية لوغار، بينما يفرّ اللاجئون من مناطق المعارك. ودفعت واشنطن بمشاة البحرية الأميركية (المارينز) للإشراف على عمليات الإجلاء السريعة. وقال النائب من ولاية لوغار، هوما أحمدي، وفق "أسوشييتد برس"، إن "طالبان" تسيطر على الولاية بأكملها، بما في ذلك عاصمتها، ووصلت إلى منطقة في مقاطعة كابول المجاورة اليوم السبت. ميدانياً أيضاً، شنّت "طالبان" هجوماً متعدد الجبهات في وقت مبكر من صباح اليوم السبت على مزار شريف، وهي مدينة رئيسية في شمال أفغانستان يدافع عنها أمراء حرب أقوياء سابقون. وقال المتحدث باسم حاكم ولاية بلخ في شمال البلاد، منير أحمد فرهاد، إن "طالبان" هاجمت المدينة من عدة اتجاهات، ما أدى إلى اندلاع قتال عنيف على مشارفها، ولم ترد أنباء فورية عن وقوع إصابات. بدوره، قال الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، في تغريدة عبر "تويتر"، إن مسلحي الحركة شنوا هجوماً كبيراً من أربعة أطراف على مدينة مزار شريف، مركز ولاية بلخ، وتستمرّ معارك طاحنة بين قوات الأمن ومسلحي الحركة على عدة محاور. وادّعى مجاهد حصول تقدم كبير على الأرض، علاوة على تكبيد مسلحي الحركة خسائر كبيرة لقوات الأمن الأفغانية، مشيراً إلى أن تفاصيل العملية قادمة. إلى ذلك، أحرزت الحركة تقدماً كبيراً داخل مدينة خرنه مركز ولاية بكتيكا الجنوبية المحاذية للحدود الباكستانية. وتحدث مجاهد، في تغريدة عبر "تويتر"، عن تقدّم مسلّحي الحركة داخل المدينة، مشيراً إلى أن مسلحي الحركة تمكنوا من كسر الخطوط الأمامية للقوات الأفغانية والسيطرة على مواقع أمنية عدة داخلها، وهم يتقدمون صوب مقر حاكم الإقليم. ولم تقدم الحكومة الأفغانية أي تعليق لحدّ الآن على إعلان "طالبان". من جانبها، أعلنت الداخلية الأفغانية، في بيان، مقتل أكثر من 30 عنصراً من الحركة، بينهم قائد ميداني فيها، إثر قصف جوي لسلاح الجو الأفغاني في أطراف مدينة مزار شريف، مشيرة إلى أن استهداف مسلحي الحركة متواصل في مختلف مناطق البلاد. ومع سقوط ثاني وثالث أكبر مدن البلاد بأيدي "طالبان"، أصبحت كابول فعلياً محاصرة، وآخر موقع للقوات الحكومية التي لم تبدِ سوى مقاومة محدودة في بعض الأماكن ومعدومة في مناطق أخرى. ويتمركز مقاتلو طالبان الآن على بعد خمسين كيلومتراً فقط عن كابول، ما جعل الولايات المتحدة ودولاً أخرى تهرع لإجلاء رعاياها جواً قبل هجوم يثير مخاوف كبيرة. وتلقى موظفو السفارة الأميركية أوامر بإتلاف أو إحراق المواد الحساسة، مع بدء إعادة انتشار ثلاثة آلاف جندي أميركي لتأمين مطار كابول والإشراف على عمليات الإجلاء. وأعلنت دول أوروبية عدة، بينها بريطانيا وألمانيا والدنمارك وإسبانيا، سحب أفراد من سفاراتها الجمعة. وشكل حجم تقدم "طالبان" وسرعته صدمة للأفغان والتحالف بقيادة الولايات المتحدة، الذي ضخ مليارات في البلاد بعد إطاحة الحركة بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول قبل نحو عشرين عاماً. وقبل أيام من انتهاء الانسحاب الأميركي الذي أمر به الرئيس جو بايدن، استسلم الجنود ووحدات وحتى فرق بأكملها، وسلموا المتمردين المزيد من المركبات والمعدات العسكرية لتغذية تقدمهم الخاطف. ويشعر سكان كابول وعشرات الآلاف من الذين لجأوا إلى العاصمة في الأسابيع الأخيرة، بالارتباك والخوف مما ينتظرهم. وقال خير الدين لوغاري، أحد سكان العاصمة لوكالة "فرانس برس": "لا نعرف ما الذي يجري". من جهته، صرّح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، بأنه يشعر "بقلق عميق" إزاء روايات عن سوء معاملة النساء في مناطق استولت عليها حركة "طالبان"، التي فرضت شكلاً متشدداً من الإسلام على أفغانستان خلال فترة حكمها من 1996 إلى 2001. وقال غوتيريس: "إنّ من المروع والمحزن أن نرى تقارير تشير إلى أن حقوق الفتيات والنساء الأفغانيات التي حُصِل عليها بشق الأنفس تسقط". تقارير دولية السفارة الأميركية تتلف الوثائق الحساسة مع اقتراب "طالبان" من كابول وتسارعت وتيرة هجوم "طالبان" في الأيام الأخيرة، مع استيلاء مقاتلي الحركة على هرات في الغرب، ثم بعد ساعات فقط على قندهار معقل "طالبان" في الجنوب. وقال عبد النافع من سكان قندهار لـ"فرانس برس" إن المدينة هادئة بعدما تخلت عنها القوات الحكومية التي لجأت إلى منشآت عسكرية خارجها، حيث كانت تتفاوض على شروط الاستسلام. وأضاف: "خرجت هذا الصباح ورأيت أعلام "طالبان" البيضاء في معظم ساحات المدينة"، موضحاً: "اعتقدت أنه قد يكون أول أيام العيد". وعلى الرغم من جهود محمومة لإجلاء الرعايا، تصرّ إدارة بايدن على أن سيطرة "طالبان" على البلاد بأكملها ليست حتمية. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي الجمعة إن "كابول ليست حالياً في بيئة تهديد وشيك"، لكنه أقرّ بأن مقاتلي طالبان "يحاولون عزل" المدينة. وحلّقت مروحيات ذهاباً وإياباً بين مطار كابول والمجمع الدبلوماسي الأميركي الواسع في المنطقة الخضراء التي تخضع لإجراءات حماية مشددة، بعد 46 عاماً على إجلاء مروحيات الأميركيين من سايغون في نهاية حرب فيتنام. وتشمل عملية الإجلاء التي تقودها الولايات المتحدة آلاف الأشخاص، بينهم موظفون في السفارة، وأفغان مع عائلاتهم يخشون مواجهة أعمال انتقامية بعدما عملوا مترجمين فوريين أو في وظائف أخرى لحساب الأميركيين. وقال المتحدث باسم البنتاغون إنّ الجزء الأكبر من القوات التي ترعى عملية الإجلاء ستكون جاهزة بحلول الأحد، و"ستكون قادرة على نقل آلاف الأشخاص يومياً" من أفغانستان، مؤكداً أنه "لن تكون هناك مشكلة في القدرة" على إجلاء الرعايا. وتشيد حسابات مؤيدة لـ"طالبان" على وسائل التواصل الاجتماعي بغنائم الحرب الهائلة التي استولى عليها المتمردون، ونشرت صوراً لآليات مدرعة وأسلحة ثقيلة وحتى طائرة دون طيار استولى عليها مقاتلو الحركة في قواعد عسكرية مهجورة.
الحصاد: كريسبين سميث - معهد واشنطن «سرايا أولياء الدم» هي جماعة واجهة ثانوية ذات صلات محتملة بـ «عصائب أهل الحق»، وتُستخدم أحياناً للادعاء بشن هجمات بالقنابل على مواكب الإمدادات الأمريكية والهجمات الصاروخية على «إقليم كردستان العراق». الإسم: «سرايا أولياء الدم». نوع التنظيم: جماعة واجهة ثانوية تنفّذ عمليات عسكرية حركية وعمليات محلية ضد الولايات المتحدة. التاريخ والأهداف: بدأت «سرايا أولياء الدم» بلفت الانتباه للمرة الأولى عندما ادّعت في 24 آب/أغسطس 2020 بأنها قامت بهجوم على موكب من الشاحنات العراقية التي زُعم أنها تحمل بضائع أمريكية. ونشرت على قناتها مقطع فيديو درامي للحادث. وادّعت الجماعة أيضاً مسؤوليتها عن هجوم آخر على موكب في الشهر التالي، وهذه المرة من خلال بيان يحمل شعار التنظيم على قناة "صابرين نيوز" في 8 أيلول/سبتمبر. بحلول تشرين الأول/أكتوبر 2020، كان يبدو أن الجماعة قد أوقفت نشاطها، ولكن في 26 كانون الثاني/يناير 2021، نشرت قناة "صابرين" مزاعم بأن «سرايا أولياء الدم» استهدفت مرة أخرى مواكب أمريكية. ونُشرت ادعاءات أخرى في 2 شباط/فبراير، وكانت هذه المرة مصحوبة ببيان يحمل شعار التنظيم. في الساعات الأولى من يوم 16 شباط/فبراير 2021، نشرت "صابرين" نبأ بأن «سرايا أولياء الدم» أعلنت مسؤوليتها عن هجوم صاروخي على قوات التحالف في أربيل. وبعد دقيقة واحدة من ذلك الإعلان، نشر حساب "صابرين" بياناً زُعم أنه صادر عن «سرايا أولياء الدم» أعلن فيه التنظيم مسؤوليته رسمياً عن الهجوم. وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، تم نشر بيان رسمي صادر عن «سرايا أولياء الدم» يحمل شعار التنظيم على "صابرين" ومع ذلك، انتزعت الاستخبارات الكردية في وقت لاحق اعترافات من الجناة المتهمين الذين ادّعوا أنهم ينتمون إلى "كتائب سيد الشهداء". وصرّحت الحكومة الأمريكية بأنها تعتقد أن «كتائب سيد الشهداء» و«كتائب حزب الله» نفّذا هجوم أربيل. تسلسل القيادة: يكشف رجحان الأدلة عن صلات مع «عصائب أهل الحق»، بناءً على تحليل الروابط الإعلامية بين القنوات التي يديرها كلٌ من «سرايا أولياء الدم» و«عصائب أهل الحق». يبين رجحان الأدلة أن «سرايا أولياء الدم» مرتبطة بـ «كتائب سيد الشهداء» و«كتائب حزب الله» نظراً إلى التورط الواضح لكل جماعة في هجوم أربيل. علاقات التبعية: "صابرين نيوز". «عصائب أهل الحق». في حين أن "صابرين" وغيرها من القنوات التابعة لـ «عصائب أهل الحق» ذكرت «سرايا أولياء الدم» بالاسم عدة مرات، إلا أن القنوات الداخلية البارزة لدى «كتائب حزب الله»، على غرار "الوحدة 10000" و"كاف" و"كيان ك.ف" وغيرها، لم تأتِ على ذكر «سرايا أولياء الدم» مرة واحدة على الرغم من الهجمات العالية المستوى التي تنبتها الجماعة بعد هجوم أربيل في شباط/فبراير 2021. العناصر التابعة لـ «سرايا أولياء الدم»: لدى «سرايا أولياء الدم» قناة إعلامية على "تلغرام" تبدو رسمية. لكن هذه القناة ليست مؤثرة، فهي لم تنشر سوى أربعة تصريحات وفيديو هجوم واحد بين آب/أغسطس 2020 وآذار/مارس 2021. أما غالبية ادعاءات الجماعة وبياناتها فتنشرها "صابرين" التي تملك جمهوراً أوسع إلى حدٍ كبير.