نيجيرفان البارزاني الى قصر السلام ؟
2021-04-27 10:16:13
تقرير : فاضل حمةرفعت
ترجمة : ك.ق
المؤتمر الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني والانتخابات العراقية المبكرة يضعان نيجيرفان البارزاني امام خياران لا ثالث لهما، فإما البقاء في اربيل ام الذهاب الى قصر السلام في بغداد، فماذا يحدث اذا تسلم نيجيرفان منصب رئاسة جمهورية العراق؟ وكيف سَيُرتب الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني إعادة توزيع المناصب في الإقليم وفي بغداد؟
من اربيل الى بغداد
ينشغل منذ مدة بتَعَلُّم اللغة العربية، يتردد على بغداد كثيراً، وصل به الامر الى ان يترحم على صدام حسين في لقاء مع قناة "الشرقية" قبل أيام، هذا هو وضع نيجيرفان البارزاني رئيس إقليم كوردستان قبيل انعقاد المؤتمر الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني والانتخابات العراقية المبكرة، فالرئيس هذه الايام لا يبدو عليه الثبات والاستقرار ليس فقط من الناحية السياسية، بل حتى في مظهره ووجهه فتارةً يظهر ملتحياً وتارة اخرى يظهر محلقاً لحيته.
تم انهاء عهد حكم نيجيرفان البارزاني الذي دام لمدة (17) عاماً في منصب رئيس الحكومة، وذلك في اطار اتفاق عائلي خاص بـ(آل بارزان) في العاشر من تموز عام 2019، عهدٌ كان المقربون من نيجيرفان البارزاني يسمونه "دولة الرئيس-رجل الدولة"، وبدأ بعد ذلك عهد مسرور البارزاني الذي يلقبه انصاره بـ"الاخ الاكبر".
كان هذا التغيير الداخلي للعائلة، والذي فيه استغنى مسعود البارزاني عن منصب رئيس الإقليم لصالح إبن اخيه نيجيرفان البارزاني، وبدوره استغنى نيجيرفان عن منصب رئيس الحكومة لإبن عمه مسرور البارزاني .
منذ سنتين يشغل نيجيرفان البارزاني منصب رئيس إقليم كوردستان لكنه يتعامل حتى الآن بحساسية ولايرغب في اغضاب عمه مسعود البارزاني، خصوصاً ان اعضاء الحزب الديمقراطي غالباً ما يستخدمون عبارة "الرئيس" لمسعود البارزاني، ولا يطلقون نفس العبارة على نيجيرفان ولا يُعَرِفونه كرئيس لهم.
منصب الرئيس في عهد نيجيرفان البارزاني
على العكس من عمه مسعود البارزاني، فقد اصبح هذا المنصب منصباً تشريفاتياً، في حين ان الرئيس وفقاً للقانون هو رئيس السلطة التنفيذية الاعلى والقائد العام للقوات المسلحة، كما ان مجلس امن إقليم كوردستان تابع لرئاسة الإقليم، والعلاقات الخارجية تابعة لرئاسة الإقليم ايضاً.
في هذا الوضع يتحدث الاشخاص المقربون من نيجيرفان البارزاني حول ان نيجيرفان يمكن ان يتخلى عن منصب رئيس الإقليم ويتسلم منصب رئيس جمهورية العراق بدلاً منه، فإذا كان المنصبان يعتبران منصبان تشريفاتيان، فيظهر ان منصب رئيس جمهورية العراق هو خير منصب رئيس الإقليم.
نيجيرفان يقصد بغداد؟
من المنتظر إجراء إنتخابات مبكرة في 2021/10/10 في العراق، الصدريون يضعون منصب رئيس الوزراء نصب اعينهم ويبغون الحصول عليه، ويريد الحزب الديمقراطي الكوردستاني اخذ منصب رئيس الجمهورية من الإتحاد الوطني الكوردستاني ويغير من معادلة توزيع المناصب العراقية بين الحزبين.
تنصيب بَرهَم صالح رئيساً للجمهورية خارج اتفاق الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني هو مصدر الانزعاج وعدم الرضا لدى الحزب الديمقراطي، كما ان بَرهَم صالح يحبذ البقاء في المنصب لدورةٍ ثانية.
وفقاً لمعلومات (الحصاد) ان الرئيسان المشتركان للاتحاد الوطني قد اخبرا بَرهَم صالح في اجتماع عقد مؤخراً في "ميركةبان" ان بديل بَرهَم صالح لمنصب رئيس الجمهورية هو بَرهَم صالح نفسه"، لكن في الحقيقة فإن لاهور شيخ جنكي هو الوحيد بين قياديي الإتحاد الجدد والقدامى، الذي يساند بقاء بَرهَم صالح في ذلك المنصب، لكن في هذه المعمعة والمنافسة فإن بَرهَم صالح يهتم ويحدق في دعم ومساندة الامريكيين وموافقة ايران اكثر من اهتمامه بالتغييرات السياسية داخل الإقليم.
دخل الحزب الديمقراطي في مفاوضات مع التيار الصدري لتشكيل تحالف بعد الانتخابات، والهدف الرئيسي من هذا التحالف هو حسم منصب رئيس الجمهورية القادم.
في الوقت الحالي يتردد أقاويل داخل الحزب الديمقراطي حول تسلم منصب رئيس جمهورية العراق من قبل نيجيرفان البارزاني، لكنه ينكر رسمياً ان يكون قد فكر في تسلم ذلك المنصب، لكن وفقاً لمعلومات (الحصاد) فإن نيجيرفان يريد ان ينجلي هذا الموضوع للرأي العام ويرى ردات الفعل حول الموضوع بنفسه.
وقد تطرق بالقول بخصوص تسلم منصب رئيس الجمهورية في مقابلة له مع قناة "الشرقية" مؤخراً قبل أيام بأن :"منصب رئيس جمهورية العراق ليس بالقليل والهَيًِّن، انه شرف عظيم، وفي اي موقع او منصب استطيع منه تقديم خدمة لهذا الوطن بالكامل، فإنني حاضر وعلى اهبة الاستعداد".
يقول المناصرون له والمقربون منه بأنه ليست المرة الأولى التي يذكر فيها اسم نيجيرفان البارزاني لمنصب رئيس جمهورية العراق، ففي عام 2018 وفي خضم المنافسة مابين فؤاد حسين وبَرهَم صالح، اقترح الامريكيون ان يتسلم نيجيرفان البارزاني منصب رئيس جمهورية العراق بدلاً منهما.
الذهاب الى بغداد، سيدر بالخير على نيجيرفان البارزاني من ناحية تعريفه وتعرفه على العالم الخارجي، كما انه يهوى ويفضل ذلك النوع من البروتوكولات، لكن ابتعاده عن اربيل سيضعف مكانته وموقعه بالكامل داخل الحزب الديمقراطي، لأن بغداد كانت قد اضعفت مكانة جلال الطالباني داخل حزبه حتى، وهذا هو السبب الذي يراه البعض من أعضاء الحزب الديمقراطي وراء إرسال نيجيرفان البارزاني الى بغداد كجزء من استراتيجية المؤتمر الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني لإضعاف موقع ومكانة نيجيرفان داخل الحزب.
بعد إسقاط نظام البعث في 2003، لم يتسلم اي من ابناء واحفاد مصطفى البارزاني أية مناصب حكومية في بغداد، يقال إن مسعود البارزاني قد قال ذات مرة :"أعضاء عائلة البارزاني لا ينبغي لهم تسلم أية مناصب في بغداد، لأن والدي مصطفى البارزاني قد طلب هذا الامر من أبنائه واحفاده"، لكن في ظل هذه الظروف فهل سيقصد نيجيرفان البارزاني بغداد؟
على الرغم من ان هذا الامر لا يعتبر سُنَّةً ثابتة، ففي الستينات والسبعينات من القرن المنصرم وحينما كان مصطفى البارزاني في الحياة، فقد تسلم كل من (عبيدالله، لقمان، صابر) وهم من ابناء مصطفى البارزاني مناصب وزارية وبرلمانية في بغداد، (يقال ان مصطفى البارزاني قد تبرى من اولئك المذكورين من ابنائه).
إذا حسم نيجيرفان البارزاني قراره مابين اربيل وبغداد بإتجاه بغداد، فإنه سيضمن دعم ومساندة كل من ايران والامريكيين لتسلم المنصب، كما انه مقبول داخل الأوساط العراقية ايضاً، لأنه لم يسجل في طرف الموالين للاستفتاء، وقد قال نيجيرفان البارزاني في اليوم الذي صوت الناس فيه للاستقلال بأن :"الاستفتاء لا تعني الانفصال عن العراق".
بعد مباشرته في منصب رئيس حكومة الإقليم، اقدم مسرور البارزاني على اجتثاث انصار نيجيرفان البارزاني من الحكومة بالكامل، على الرغم من انهم امضوا قرابة (17) عاماً في العمل الحكومي، ويداوم قسم من هؤلاء حالياً في رئاسة الإقليم، وقد تحولت مؤسسة رئاسة الإقليم الى مكان تجمع اغلب المؤيدين والمناصرين المقربين لنيجيرفان، والذين هم من المحتجين على الوضع الحالي، وفي حال تسلم نيجيرفان البارزاني منصب رئيس جمهورية العراق، فينبغي عليه ان ينقل هذا الحشد معه الى قصر السلام ويعمل على ايجاد اعمال ووظائف لهم.
بتوجه نيجيرفان البارزاني الى بغداد، سيتغير مجدداً إتفاق الحزب الديمقراطي الكوردستاني مع الإتحاد الوطني الكوردستاني حول كيفية توزيع المناصب، وفي مقابل الاستغناء عن منصب رئيس الجمهورية للحزب الديمقراطي، ينبغي منح منصب رئيس الإقليم ومنصب وزاري رفيع في العراق(وزارة الخارجية) ومنصب نائب رئيس البرلمان العراقي الى الاتحاد الوطني الكوردستاني.