مسرور البارزاني محور العلاقات الاستراتيجية بين العراق والدول الإقليمية
2021-04-13 21:06:26
سعد الهموندي
قبل عدة أيام نشر مسرور بارزاني تغريدة على حسابه بتويتر قال فيها:
" أرحب بالجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق"، مضيفاً "إن حكومة إقليم كوردستان تؤكد دعمها للمحادثات، فهي السبيل إلى المزيد من الشراكة والتعاون في منطقة الشرق الأوسط من أجل الإصلاح والأمن والتجارة والاستثمار والبيئة والطاقة النظيفة".
فكيف تمكن هذا القائد السياسي من فهم المتغيرات السياسية التي تعصف في منطقة الشرق عامة والعراق خاصة، في ظل التصعيدات المتتالية بين واشنطن وطهران من جهة، وبين طهران والرياض من جهة ثانية خاصة بعد أن كشفت الكثير من التقارير الدولية وصور الأقمار الصناعية عن طائرات مسيرة مفخخة خرجت من الحدود العراقية الجنوبية واستهدفت منشآت سعودية حيوية.
فمسرور البارزاني تمكن قبل عدة أعوام من قراءة المتغيرات الفكرية والسياسية التي وضعت العراق في حالة عنف واضطراب، مما شكل تهديداً للجغرافيا السياسية للعراق خاصة بعد تكاثر المجاميع والفصائل المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة في بغداد، وهو ما لم يحصل في إقليم كردستان، كما أنه الرجل الأول الذي تنبأ أن الانقسام وتمدد المشروعات الإقليمية والدولية نحو العراق سيستمر حتى بعد مغادرة ترامب للسلطة في الولايات المتحدة الأمريكية، فالكثير من الدول الإقليمية المتنفذة تسعى إلى إخضاع السيادة الوطنية العراقية لمصالحها، وكان تهديد حزب العمال الكردستاني من جهة والفصائل المسلحة من جهة ثانية واضحاً تجاه أربيل، فاتخذ مسرور البارزاني قراره واضحاً كوضوح الشمس، أنه لا سلطة ولا قوة ولا سياسة مسلحة أو غير مسلحة أن تقترب من كيان إقليم كردستان، وهنا نرى الحكمة السياسية في قدرته على جعل إقليم كردستان صمام الآمان للعراق وللمنطقة، وهو ما توضح جلياً في زيارة الأمين العام للجامعة العربية "أحمد أبو الغيط" لأربيل وجلوسه مع رئيس الحكومة مسرور البارزاني من أجل إنقاذ بغداد من التطرف الذي وقعت فيه بعد تهديد العديد من الفصائل المسلحة للملكة العربية السعودية.
فزيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للسعودية ومن ثم إلى الإمارات كانت لهدف واضح المعالم، وهو إرجاع العراق إلى الحضن العربي بعيداً عن الأحضان الإقليمية المتطرفة، والجامعة العربية تدرك أن إتمام مثل هذا الهدف يجب أن يمر عبر حكومة إقليم كردستان، فبنية العلاقات الاستراتيجية الواضحة التي تمكن مسرور البارزاني من بنائها مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية ومنطقة الخليج العربي، جعلت أربيل ساحة الآمان لصناعة السلام.
وهنا نصل إلى نتيجة واضحة وهي أن حكومة مسرور البارزاني نجحت في صناعة نظام استراتيجي سياسي قادر على إدارة القدرات التفاوضية في منطقة الشرق الأوسط، ونجحت كذلك في حل المشاكل العالقة بين بغداد وأربيل، وهي اليوم تسعى جاهدة إلى التعاون لإخراج بغداد من هيمنة السلاح المنفلت الذي لا يهدد أمن بغداد لوحدها، بل بات يهدد الدول المجاورة كالمملكة العربية السعودية وتركيا والأردن.
وتصريح رئيس الجامعة العربية الأخير؛ بأنه يحمل التقدير الكبير لزعامة مسعود البارزاني التاريخية ودوره في الحفاظ على أمن المنطقة، وأن رئاسة الحكومة قادرة على تقوية الروابط بين بغداد وباقي دول المنطقة لهو دليل واضح على الدور القيادي الذي وصلت إليه أربيل في علاقاتها الدولية الاستراتيجية بفضل إدارة مسرور البارزاني للعملية السياسة في حكومة الإقليم .