العراق: تشكيك بشأن جدية الحكومة بتنفيذ الانسحاب الأميركي من البلاد

2025-04-26 13:28:32

عربيةDraw

بالتوازي مع زيارة وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إلى واشنطن، جددت قوى في العراق ضمن تحالف "الإطار التنسيقي" الحاكم في البلاد، مخاوفها بشأن جدية الحكومة بتنفيذ انسحاب القوات الأميركية من البلاد، المقرّر إجراؤه بعد خمسة أشهر من الآن، مشددة على ضرورة التزام الحكومة بالاتفاق المبرم مع واشنطن بهذا الشأن.

وعززت الزيارة التي يجريها حسين منذ أمس الأول الخميس، مخاوف تلك القوى، خاصة أن الحكومة لم تعلن رسمياً عن الزيارة، ولم تكشف عن جدول أعمالها، كما أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بحث الخميس مع قائد قوات التحالف الدولي الجنرال كيفن ليهي، العلاقات الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة، وأهميتها للجانبين، في ظلّ التحديات الراهنة، والاستمرار بمحاربة الإرهاب، من دون أن يتطرق إلى ملف الانسحاب الأميركي.

وضمن لقاءات وزير خارجية العراق في واشنطن، فقد أجرى مباحثات مع نظيره الأميركي ماركو روبيو لتعزيز التعاون الثنائي والشراكة الاستراتيجية، وذكر بيان لوزارة الخارجية العراقية، أن روبيو "أعرب عن سعادته بالزيارة في ظل الظروف الراهنة، والتحديات الكبيرة التي تشهدها المنطقة، وأهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين"، مؤكداً التزام بلاده بـ"دعم استقرار العراق"، مشيداً بـ"الجهود المشتركة المبذولة في مكافحة تنظيم داعش".

وأكد الجانبان على "سبل تفعيل التعاون المشترك، لا سيما في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية، وسط تفاؤل بمستقبل العلاقات المشتركة". وشدّد حسين على "أهمية تعزيز التعاون الأمني، وتبادل المعلومات لمكافحة التنظيمات الإرهابية"، فيما أشاد بـ"دور الولايات المتحدة وقيادتها للتحالف الدولي في محاربة الإرهاب". وفي الشأن الاقتصادي، أشار حسين، إلى أن "العراق بدأ بخطوات فعلية نحو تنويع مصادر الطاقة، وتقليل الاعتماد على الغاز المستورد، وبدأ باستيراد الكهرباء من الدول الأخرى، ويبحث مع دول أخرى استيراد الغاز"، داعياً الشركات الأميركية إلى "زيادة الاستثمار في العراق والمساهمة في مشاريعه الاستراتيجية".

 

وبحث اللقاء أيضاً أهمية عقد اجتماع جديد للجنة العليا للتعاون الثنائي بين العراق والولايات المتحدة خلال شهري يونيو/حزيران أو يوليو/تموز المقبلين، لمناقشة كل مجالات التعاون على أساس اتفاقية الإطار الاستراتيجي.

ملفات "غامضة"

من جهته، أكد مسؤول حكومي عراقي، أن قوى ضمن "الإطار التنسيقي" أبدت امتعاضاً من زيارة وزير الخارجية، معتبرة أنها "غامضة"، وقال المسؤول لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أن "الزيارة جددت مخاوف تلك القوى، خاصة أنها لم تكن مطمئنة أساساً لرغبة وجدية حكومة بغداد بالانسحاب، على طول مسار المباحثات العراقية الأميركية". وأوضح، أن "قوى من الإطار طالبت الحكومة بالكشف عن ملفات الزيارة، وأن يكون هناك تأكيد بشأن توقيت الانسحاب الأميركي، من دون أي تسويف أو تأخير".

إلى ذلك، أكد النائب عن "الإطار التنسيقي"، عضو لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية مختار الموسوي، أن البرلمان لا يعرف شيئاً عن تفاصيل الزيارة، وقال في تصريح صحافي، إن "لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان لا تعرف أي شيء عن الزيارة، وقد سمعنا بها عبر وسائل الإعلام، ولا نعرف ما هي الملفات التي سيبحثها هناك".

وشدد على أن "لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية ستعمل على استضافة وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بعد عودته إلى العاصمة بغداد، لمعرفة أسباب الزيارة، وكذلك الملفات التي بحثها هناك"، مضيفاً أن "حسين مطالب بالتأكيد بجدول إخراج كافة القوات الأميركية من العراق، فهذا الملف السيادي يجب أن يتصدر المباحثات في واشنطن".

أما عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، النائب عن "الإطار" علي البنداوي، فقد أكد أن لجنة الأمن تراقب باستمرار ملف الوجود الأجنبي في العراق، ويجب التزام الحكومة باتفاق انسحاب القوات الأميركية. وقال البنداوي في تصريح لمحطة إخبارية محلية، إن "الحكومة ملزمة بتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع التحالف الدولي، والمتعلق بجدولة انسحاب تلك القوات من الأراضي العراقية".

وأشار إلى أن "البرلمان سبق أن صوّت على قرار يلزم الحكومة بإخراج القوات الأجنبية، وعلى الحكومة الحالية أن تحترم هذا القرار وتعمل على تسريعه وفق ما تم التفاهم عليه"، مؤكداً أن "لجنة الأمن البرلمانية تتابع الملف لضمان تطبيق بنود الاتفاق من دون تسويف أو تأجيل". وكانت بغداد وواشنطن قد توصلتا، نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، إلى تحديد موعد رسمي لإنهاء مهمة التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في البلاد، لا يتجاوز نهاية سبتمبر 2025، بعد جولات حوار امتدت لأشهر بين الجانبين، على إثر تصاعد مطالب الفصائل المسلحة والقوى العراقية الحليفة لإيران بإنهاء وجوده، على إثر ضربات أميركية في حينها لمقار فصائل في العراق رداً على هجماتها ضد قواعده في البلاد وخارجها.

المصدر: العربي الجديد

بابه‌تی په‌یوه‌ندیدار
مافی به‌رهه‌مه‌كان پارێزراوه‌ بۆ دره‌و
Developed by Smarthand