وفد عسكري أميركي يواصل لقاءاته مع مسؤولين عراقيين في بغداد
2024-07-09 17:20:16
عربية:Draw
يواصل وفد عسكري أميركي، برئاسة نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، دانييل شابيرو، اليوم الثلاثاء، لقاءاته في بغداد مع المسؤولين العراقيين، بحضور مستشارين أمنيين وعسكريين من كلا البلدين لليوم الثاني على التوالي. وعقد الوفد الأميركي سلسلة لقاءات مغلقة مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووزيري الخارجية فؤاد حسين والدفاع ثابت العباسي.
وأجرى الوفد الأميركي اجتماعاً مغلقاً، الثلاثاء، مع مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، جرى خلاله بحث "انتهاء مهمة التحالف الدولي" وفقاً لبيان صدر عن مكتب الأخير، جاء فيه أن الطرفين بحثا خلال اللقاء "تطوير العلاقات الثنائية على المستوى الاستراتيجي، وتعميق الشراكة الأمنية، خصوصاً بعد مرحلة انتهاء مهمة التحالف الدولي، إلى جانب بحث ضمان مواصلة الحرب على الإرهاب بمنع مصادر تمويله البشرية والمالية والإعلامية، وحث الدول على سحب رعاياها، وغلق مخيم الهول السوري".
وكان لافتاً أن تصريحات السفيرة الأميركية في بغداد، ألينا رومانوكسي، التي شاركت باللقاءات، بدت مختلفة عما أصدرته بغداد بشأن فحوى تلك اللقاءات.
بحسب بيانات الحكومة العراقية، فإن الاجتماعات تركزت على ملف إنهاء دور القوات الأميركية والتحالف الدولي في العراق، والانتقال إلى علاقة شراكة ثنائية بين البلدين، وذكر بيان للحكومة العراقية، مساء أمس الاثنين، أن رئيس الوزراء عقد الاجتماع مع الوفد الأميركي، وأكد خلاله "إجراءات المضي في إنهاء مهمة التحالف الدولي، وتفعيل العلاقات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن "اللقاء شهد بحث الأوضاع في المنطقة واستمرار العدوان على غزة".
الخبير بالشأن الأمني العراقي، أحمد النعيمي، اعتبر التباين في صيغة وصف اللقاءات الأميركية العراقية بين الجانبين بأنه عائد إلى ضغوط تتعرض لها الحكومة العراقية، وأضاف النعيمي لـ"العربي الجديد" أن "البيانات والتعليقات الأميركية في وصف طبيعة وما دار بالاجتماعات الحالية ببغداد بين المسؤولين العسكريين الأميركيين والمسؤولين العراقيين، أكثر دقة من نظيرتها العراقية"، ووفقاً للنعيمي فإن الحكومة العراقية تتعرض إلى "ضغوط من أطراف مسلحة لتسريع عملية الانسحاب وإنهاء دور التحالف بالعراق، لكن الواقع وكل الظروف الحالية، لا تفيد بأن هناك انسحاباً أو إعلاناً عن جدول زمني للانسحاب، قبل الانتخابات الأميركية".
وأكد النعيمي أن من "مصلحة العراق إبقاء التعاون سارياً مع واشنطن في الوقت الحالي، لأن الدخول في شد وجذب جديد معها، قد يجعله عرضة لعقوبات أميركية ستؤدي إلى إضرار بمصالح العراق المالية والاقتصادية على نحو كبير، كما أن ملف التدريب والمعلومات وتطوير القدرات العسكرية للجيش العراقي وجهاز مكافحة الإرهاب مهم للغاية للعراق".
ولم يكشف الجانب العراقي عن تفاصيل ما جرى بحثه في اللقاءات الجديدة، ومصير المفاوضات بين الجانبين، ومن جهتها علقت السفيرة رومانوسكي بشكل رسمي على اللقاءات، لكن لم تتطرق لتفاصيل الانسحاب الأميركي من العراق، أو إنهاء دور التحالف الدولي، وقالت "سعدتُ بانضمامي لاجتماع رئيس الوزراء، ونائب مساعد وزير الدفاع الأميركي دان شابيرو لمناقشة توسيع العلاقة الثنائية في مجال الدفاع بين العراق والولايات المتحدة، وجهودنا المشتركة لمواجهة التهديدات الأمنية المستمرة للولايات المتحدة والعراق والمنطقة"، وذيلت السفيرة التعليق بوسم حمل عبارة "الشراكة الأميركية العراقية الشاملة".
وبدأت المحادثات بين بغداد وواشنطن في يناير/ كانون الثاني الماضي وأفضت الجولة الأولى للحوار الثنائي الذي عُقد في بغداد إلى اتفاق على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لمراجعة مهمة التحالف وإنهائها والانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية، فيما لم تعلن حتى الآن أي نتائج رسمية لعمل اللجنة. وتتصاعد منذ أسابيع مطالبات أطراف سياسية وفصائل مسلحة حليفة لإيران بإنهاء وجود التحالف الدولي في البلاد، وأعلنت "تنسيقية المقاومة العراقية" التي تضم عدداً من الفصائل المسلحة الحليفة لإيران عقب اجتماع، الأسبوع الماضي، قدرتها على "إنهاء الحضور الأميركي في العراق بكل السبل" في معرض تحذيرها للحكومة العراقية بشأن التراخي في هذا الملف.
المصدر: العربي الجديد