صحيفة “الجريدة” الكويتية: واشنطن سلمت سلفًا الإيرانيين لائحة بالمواقع التي جرى قصفها

2024-02-04 07:18:33

عربية:Draw

في تقييم أولي للضربات التي شنها الجيش الأميركي ليل الجمعة ــ السبت على مواقع عسكرية في سورية والعراق، يتضح أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن فشلت في تحقيق الأهداف التي أرادتها في ردها على مقتل 3 جنود أميركيين في الأردن بقصف لميليشيات مرتبطة بإيران.

فالموجة الأولى من الضربات لم تكن قوية ومؤلمة لدرجة ردع الفصائل الموالية لطهران عن التجرؤ على استهداف القوات الأميركية مجدداً، كما أن عدم شن ضربات داخل إيران لم يكن، على ما يبدو، كافياً، لتجنيب المنطقة جولة تصعيد أخرى، إذ بدأت مصادر إيرانية تشير إلى خرق أميركي لبنود تفاهمات تم التوصل إليها حول الرد الأميركي، في حين جددت بعض الفصائل الوكيلة لطهران مثل حركة «النجباء» تعهدها بمواصلة الهجمات ضد القوات الأميركية في سورية والعراق.

وفي حين أفيد بمقتل نحو 45 شخصاً في الضربات الـ 85 التي استهدفت عدة مواقع موزعة بين سورية والعراق، كشف مصدر رفيع المستوى في «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني، عن خرقين أميركيين للتفاهمات حول تجنب التصعيد بعد الهجوم الذي أودى بحياة جنود أميركيين في الأردن، والتي تم التوصل إليها عبر مفاوضات غير مباشرة قادتها بغداد.

ولم تتمكن «الجريدة» من الحصول على تعليق من السلطات الأميركية حول وجود تفاهمات مسبقة بين واشنطن وطهران. وقال المكتب الإقليمي لوزارة الخارجية الأميركية، إنه ليس لديه أي شيء عن هذا الموضوع. وأوضح المصدر الإيراني لـ «الجريدة»، أن الاتفاق كان يقتضي أن تبلغ واشنطن مسبقاً عن المواقع التي ستستهدفها، وتم بالفعل تسليم لائحة أهداف للإيرانيين إلا أن عدة مواقع جرى قصفها ليل الجمعة ــ السبت لم تكن على تلك اللائحة. ورغم ذلك أفاد المصدر بأن المواقع التي تم استهدافها معظمها عبارة عن مخازن أسلحة متوسطة، وأن تضررها لن يؤثر على إمكانات الفصائل العسكرية.

في المقابل، قالت القيادة الوسطى في الجيش الأميركي، إن الضربات استهدفت مراكز تحكم وقيادة ومخازن صواريخ ومسيّرات وسلاسل إمداد. وبحسب المصدر، فإن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني قدم اقتراحاً بألا يشمل الرد الأميركي ضربات داخل العراق، في حال أعلنت الفصائل المسلحة الموالية لطهران وقف الهجمات على القوات الأميركية، وتعهدت بالالتزام بمخرجات المفاوضات التي تجريها بغداد مع الأميركيين حول وجود التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وأضاف أن الأميركيين لم يردوا على اقتراح السوداني، وتجاهلوا إعلان تعليق العمليات العسكرية من جانب «كتائب حزب الله العراقية»، العمود الفقري لائتلاف «المقاومة الإسلامية في العراق»، الذي تبنى أكثر من 170 هجوماً على القوات الأميركية في سورية والعراق منذ 7 أكتوبر 2023 موعد هجوم حركة حماس الفلسطينية على إسرائيل الذي أطلق حرباً إسرائيلية وحشية متواصلة على قطاع غزة.وكشف أنه تم إبلاغ بغداد بالضربات قبل نصف ساعة فقط، في وقت نفت بغداد أمس أنها أُبلغت مسبقاً بهذه الضربات، وقالت إن الخطوة الأميركية تضع الأمن في العراق والمنطقة على حافة الهاوية.

وذكر أن قائد «فيلق القدس» اللواء إسماعيل قآني رفض المشاركة في مفاوضات مباشرة مع الأميركيين، كما رفض اقتراحاً أميركياً بقصف موقعين إيرانيين، أحدهما في مياه الخليج، والآخر بين محافظة سيستان وبلوشستان وهرمزكان المطلة على بحر عمان، وبعد الضربات ستسمح واشنطن لبغداد بالإفراج عن أرصدة إيرانية كبيرة كما يمكن الدخول في مفاوضات لإعادة ترسيم الخطوط الحمر بين الجانبين. وبينما قال المصدر إن موسكو رفضت مجدداً طلباً إيرانياً بتفعيل دفاعاتها الجوية ضد الضربات الأميركية أو حتى السماح لإيران بتفعيل دفاعاتها، منتقداً بشدة الحكومة السورية، أكد أن السوريين لم يطلقوا حتى رصاصة واحدة ضد الضربات، مشيراً إلى أن صمت سورية محيّر. ومع زيادة سخونة حملات الانتخابات الرئاسية هذا العام، أثارت الضربات انتقادات لاذعة من الجمهوريين الذين تحدثوا عن تقاعس في الإضرار بطهران والتأخر بالاستجابة والكشف عن طبيعة الرد الأميركي قبل التنفيذ.

 

بابه‌تی په‌یوه‌ندیدار
مافی به‌رهه‌مه‌كان پارێزراوه‌ بۆ دره‌و
Developed by Smarthand