الكورد في الذكرى السادسة لإستفتاء الاستقلال
2023-09-25 16:20:28
تقرير/عربية:Draw
قبل ست سنوات، وعدت الولايات المتحدة مسعود بارزاني، بأنه إذا أجل الاستفتاء، فإنها ستدعم الشعب الكوردي في عقد اتفاق "مثمروحقيقي" بشأن توزيع السلطة والإيرادات مع بغداد، وتنفيذ المادة 140، وإزالة كل المعوقات التي تواجه قوات البيشمركة والخلافات العالقة الأخرى مع العراق، لكن البارزاني أصرعلى إجراء الاستفتاء.
يصادف اليوم الذكرى السادسة للاستفتاء، والصادرات النفطية لإقليم كوردستان متوقفة منذ ( 6) أشهر بضغط من الحكومة العراقية، فقد إقليم جراء ذلك ما يقرب من 80٪ من إيراداته، واصبح غير قادرعلى تسديد الرواتب، المسؤولون الكورد يرنون إلى الولايات المتحدة الأميركية، لكي تتوسط لهم لدى بغداد لتمويل المرتبات وحل الخلافات السياسية.
وضع الكورد خلال الايام التي سبقت وتلت الاستفتاء
في نيسان 2017، ومع نهاية حرب "داعش" تدريجيا، شكل الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني وفدا مشتركا وزارا الأحزاب السياسية في إقليم كوردستان،تحدثا خلاله عن رغبتهما في إجراء استفتاء للانفصال عن العراق وإقامة دولة كوردستان المستقلة.
في الوقت الذي كان الحزبين يروجان لقضية الاستفتاء، كانت حكومة الإقليم تعاني من أزمة مالية خانقة، وفقدت القدرة على تسديد المرتبات الشهرية، وسياسيا كانت كوردستان في أزمة عميقة.
ماذا كان يقال ؟
وفي 7 حزيران 2017، اجتمعت الأحزاب السياسية برئاسة مسعود بارزاني، دون حضور حركة التغيير والجماعة الإسلامية، وتحدث بارزاني في الاجتماع قائلا: "الآن أمامنا خياران، إما أن نبقى كمواطنين عراقيين، أو أن نتخذ قرارا تاريخيا، فلنحيا ونموت معا، فالفرصة ستأتي وتذهب".
ورغم مطالبة الأحزاب الكوردية بتحديد موعد الاستفتاء، فبحسب متابعات (Draw)، البارزاني قال لممثلي الأحزاب: "إجراء الاستفتاء لا يعني إقامة دولة".
وبشكل عام،اتفق معظم الأطراف على نقطتين:
اتفق المجتمعون على مشاركة جميع الأطراف في العملية بما في ذلك حركة التغيير والجماعة الاسلامية
ودعمت كل الاطراف الاستفتاء مبدئيا
أولئك الذين لم يوافقوا على إجراء الاستفتاء كانوا طرفين فقط:
ممثل الجبهة التركمانية، (أيدن معروف)، شارك في اجتماع الأحزاب الكوردية، وأعرب عن تصميمه على التفاوض مع بغداد بشأن إقليم كوردستان، وكذلك تحديد دور مكونات الإقليم في الاستفتاء. كماعارض الآشوريون الاستفتاء، وقال ممثلهم، الذي كان يدعى يعقوب: "نحن نؤيد حقوق الأكراد، ولكن يجب أن يكون هناك اتفاق مع الكلدواشوريين، لأنهم تعرضوا للاضطهاد في كوردستان".
الجبهة التركمانية والآشوريون شاركوا في هذا الاجتماع فقط ، ولم يشاركوا في أي اجتماع أخر للجنة العليا للاستفتاء.
اجتماع لجنة الاستفتاء
تم تأسيس اللجنة العليا للاستفتاء في الاجتماع الثاني وعقدت اللجنة أجتماعها الأول في 7/8/2017 برئاسة مسعود بارزاني، وبحسب معلومات Drawتحدث بارزاني، خلال الاجتماع عن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، وسفير الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وقنصليات الدول، وقال، "تطالبنا هذه الجهات بتأجيل الاستفتاء، ويقولون بأن، الظرف الحالي غيرمناسب لإجراء الاستفتاء".
وبحسب ما تم تداوله فيما بعد،" فإن البارزاني بعد تيقنه التام من رفض الولايات المتحدة والأمم المتحدة وقنصليات الدول إجراء الاستفتاء،غير رأيه وتراجع عن إجراء الاستفتاء".
رسالة وزير خارجية الولايات المتحدة "ريكس تيلرسن"
بعث وزير الخارجية الأميركي "ريكس تيلرسون" برسالة إلى مسعود بارزاني في 23 أيلول، قبل يومين من موعد إجراء الاستفتاء، يحثه فيها على تأجيل العملية والقبول ببدائل من الولايات المتحدة وحلفائها. ودعمت كل من بريطانيا وألمانيا وفرنسا والامم المتحدة محتوى رسالة وزير الخارجية الأميركي إلى بارزاني.
كان البديل بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها في رسالة تيلرسون، التي كانت تحتوي على أكثر من 700 كلمة، هو عدم إجراء الاستفتاء، وبدلا من ذلك الدخول في مفاوضات مع بغداد لمدة عام ، وبالامكان تمديد فترة المفاوضات عاما أخر.
وقال تيلرسون إن،" الولايات المتحدة، وبالتعاون مع بريطانيا وفرنسا، تحاول إيجاد بديل للإستفتاء، وتعتقد أن الجلوس إلى طاولة الحوار مع بغداد هو البديل، وفي حال لم ينجح البديل فإنهم سيدعمون الأكراد في إجراء الاستفتاء وسيمنحونه الثقة في مجلس الامن، محذرا من أصرار الإقليم على إجراء الاستفتاء، حيث سيكون عواقبه كارثية.
اعترفت الرسالة رسميا بأن،" الشعب الكوردي عانى من اضطهاد تاريخي منذ عام 1921 وقالت إن البديل الاميركي فرصة تاريخية للأكراد "تستحق التجربة".ابدت الولايات المتحدة الاميركية في رسالة تيلرسون، استعداها للقيام بهذه الامور مقابل تأجيل الاستفتاء، وهي كما يلي:
- عقد اتفاق حقيقي وهادف حول توزيع السلطات والإيرادات في العراق
- تنفيذ المادة 140
- حل المشاكل الاخرى العالقة، ( البيشمركة، المطارات والتمثيل الدبلوماسي ..الخ)
قرأ فؤاد حسين، الذي كان انذاك رئيسا لديوان رئاسة إقليم كوردستان (وزير خارجية العراق حاليا) رسالة تيلرسون في اجتماع لجنة الاستفتاء الذي عقد في 23 ايلول أي قبل يومين من موعد الاستفتاء، وترجمها إلى اللغة الكوردية، واتفق معظم الحاضرين على إجراء الاستفتاء ثم التفاوض مع بغداد.
في غضون ذلك، كثفت إيران ضغوطها على الاتحاد الوطني الكوردستاني، وتم استدعاء وفد من الاتحاد إلى طهران، سلم الإيرانيين الوفد رسالة شديدة اللهجة مفادها،" أنهم إذا أجروا الاستفتاء، سيقومون بإنتزاع المناطق الخاضعة لسيطرتهم بالقوة".
وعرض (الملا بختيار) القيادي البارز في الاتحاد الوطني، تهديدات إيران الموجهة لحزبه على الحضور في اجتماع اللجنة العليا للاستفتاء، وقال سكرتير الحزب الاشتراكي( محمد حاجي محمود)، أتوقع أنه "على الرغم من التهديدات، فإن الشيعة و "قوات الحشد الشعبي" لن يقاتلوا الشعب الكوردي".
وفي نفس اليوم ، قام بافل طالباني النجل الأكبر لجلال طالباني بزيارة مسعود بارزاني، وبعد عودته من الاجتماع قال لوسائل الإعلام،" لن يجرى الاستفتاء، الكورد مقتنعون بمقترحات الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها".
وبحسب معلومات Draw خلال هذه الزيارة، أمسك بافل طالباني بيد البارزاني بقوة وطلب منه عدم الإخلال بوعده حول تأجيل الإستفتاء، ووعده البارزاني بالتأجيل، وهذا ما دفع بافل طالباني إلى الاعلان لوسائل الإعلام أن الاستفتاء لن يتم.
في 25 أيلول 2017، وفي خضم الوضع الاقتصادي والسياسي السيئ للإقليم وتزايد ضغوطات وتهديدات الدول الإقليمية (إيران، تركيا) ورفض الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، اقدم بارزاني ومؤيديه على إجراء الاستفتاء. ووفقا للمفوضية الانتخابات في الإقليم، صوت أكثر من 92٪ من المشاركين ب "نعم" لمصلحة استقلال كوردستان، وقالت حركة "لا للاستفاء في الوقت الحالي" الذي كان شاسوارعبد الواحد يترأسه، إن "عمليات التزوير شابت الاستفتاء".
انضمت حركة التغيير والجماعة الإسلامية، التي لم تشارك في المجلس الأعلى للإستفتاء، في يوم التصويت، وصوت (عمر سيد علي)، المنسق العام لحركة التغيير و(علي بابير)، أمير الجماعة الإسلامية، ب "نعم" للانفصال عن العراق.
وفي الاول من تشرين الأول، ترأس مسعود بارزاني اجتماعًا للمجلس الأعلى للاستفتاء في أربيل، وفي الاجتماع، تقرر تغيير اسم المجلس إلى "مجلس القيادة السياسية الكوردستانية"، وقرر المجلس الجديد بَدْء محادثات مع بغداد دون إلغاء نتائج الاستفتاء، لكن بغداد أعلنت أنه دون الإعلان عن إلغاء نتائج الاستفتاء، فإنها غير مستعدة لإجراء أي محادثات مع إقليم كوردستان، إضافة إلى ذلك، أغلقت إيران وتركيا حدودهما البرية والجوية مع الإقليم. وبدأت إيران إجراء مناورات عسكرية مشتركة مع القوات العراقية على حدود إقليم كوردستان.
في صباح 25 تشرين الثاني وبعد أحداث 16 تشرين الأول وفقدان 51٪ من أراضي إقليم كوردستان، أصدرت المحكمة الاتحادية العراقية حكماعلقت بموجبه نتائج استفتاء كوردستان.