تحرك بارزاني لإنهاء مقاطعة فريق طالباني للحكومة "رفع عتب"
2023-04-18 10:09:01
عربية:Draw
أرسل رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني وفدا وزاريا بقيادة وزير الأوقاف بشتيوان صادق إلى الاتحاد الوطني الكردستاني للتوسط من أجل إنهاء مقاطعة نائب رئيس الوزراء قباد طالباني وفريقه الوزاري للعمل الحكومي.
وتأتي الخطوة مع بلوغ الانقسام ذروته في الإقليم الواقع في شمال العراق على خلفية تراشق بالاتهامات بين فريقي الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي في الحكومة، بسبب الهجوم التركي الذي جرى قبل أيام على مطار السليمانية (معقل الاتحاد الوطني).
وذكرت مصادر مطلعة أن الوفد الوزاري التقى الاثنين بطالباني في مبنى المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني في مدينة أربيل، حيث ناقش الجانبان المشاكل العالقة التي تحول دون عودة الفريق الحكومي للاتحاد.
وكانت أوساط سياسية قريبة تحدثت في وقت سابق عن أن وفدا يترأسه وزير الداخلية ريبير أحمد سيتوجه إلى السليمانية لبحث عودة وزراء الاتحاد، لكن يبدو أنه حدث تحول في الخطة سواء على مستوى الوفد الممثل للوساطة أو المكان.
ويستبعد مراقبون أن يؤدي التحرك الجديد إلى عودة وزراء الاتحاد الوطني، خصوصا وأن أسباب مقاطعة هؤلاء لجلسات وأعمال الحكومة منذ أكتوبر الماضي لم يطرأ عليها أي اختراق، ومنها مسألة إدارة الحكم وتقاسم الإيرادات، والاتفاق على قانون جديد للانتخابات.ويشير المراقبون إلى أن خطوة بارزاني تبدو أشبه بـ”رفع عتب” في ظل انتقادات موجهة له ولفريقه السياسي بالتورط في الاستهداف التركي للسليمانية عبر تسريب معطيات أمنية لأنقرة.
ويحذر المراقبون من أن الصراع بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي بات يتخذ أبعادا أكثر تعقيدا في ظل توجه الاتحاد نحو تعميق العلاقات مع قوات سوريا الديمقراطية الأمر الذي يثير قلق الحزب الديمقراطي ويستفز تركيا.
وقال عضو الاتحاد الوطني صالح فقي الاثنين، إن “على الحزب الديمقراطي ورئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني إثبات حسن النوايا مع الاتحاد الوطني”.
وأضاف فقي في تصريحات صحافية أن “بارزاني ما زال متفردا بالسلطة وإدارة الإقليم، وعليه التقدم بخطوات فعلية تثبت وجود توجه جديد في الحكم، قبل الجلوس مع الاتحاد الوطني للتفاوض على طاولة واحدة”.
وشهدت الأيام الأخيرة سجالات بين نائب رئيس وزراء الإقليم طالباني وبين المتحدث باسم الحكومة جوتيار عادل على خلفية استهداف تركيا بطائرة مسيرة للمطار ما أدى إلى أضرار مادية، مع عدم تسجيل إصابات.
وقال عادل إن التفجير ناتج عن “الإدارة الضعيفة لمؤسسات الدولة بالسليمانية”، في إشارة إلى حزب بافل طالباني، مضيفا أن “هذا الوضع هو نتيجة احتلال المؤسسات الحكومية واستخدامها في أعمال غير قانونية”.
رد عليه قباد طالباني في بيان “نوضح لأهالي إقليم كردستان أن جوتيار عادل ليس متحدثا باسم حكومة الإقليم بل هو يمثل حزبا داخل الحكومة ولا يحق له أبدا التحدث باسم الحكومة وندين بيانه الأخير”.
واستأنف المتحدث باسم الحكومة هجومه بالقول إن “الجهة السياسية التي يمثلها قباد طالباني تعرقل عمل الحكومة ومؤسساتها وجعلت الحكومة في السليمانية تحت سيطرة أجندة حزبه، ولذلك فإن مواطني المنطقة في وضع سيء”.
وتابع قائلا “مع الأسف بدلاً من المساعدة وحل المشكلات من خلال القنوات الحكومية تنصل قباد من المسؤولية ولا يلتزم بدوامه كنائب لرئيس الحكومة، لذلك فالسيد قباد نائب فضائي لرئيس الوزراء ولا يحق له الحديث عن الحكومة والقرار على المتحدث باسم الحكومة”.
ويرى مراقبون أن السجالات الدائرة بين الفريقين الوزاريين للحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني في الحكومة، تؤشر إلى أن الأمور بين الجانبين تتدحرج نحو الأسوأ، وأنه من غير المستبعد أن يذهب الاتحاد في خطوة دراماتيكية بإعلان انسحابه من الحكومة، ما لم يحصل ضغط خارجي قوي على الجانبين.
ويشير المراقبون إلى أن هذا الضغط قد تقوده واشنطن التي لن تسمح بشطحات تؤدي إلى تفكك الإقليم، حيث أن ذلك يسبب لها ضررا كبيرا من الناحية الإستراتيجية.
وسبق وأن قادت الولايات المتحدة في تسعينات القرن الماضي جهودا للتقريب بين الخصمين الكرديين بعد معارك مسلحة انفجرت بينهما، وقد أنتجت تلك الجهود تحالفا بات مهددا اليوم.
ويشير المراقبون إلى أن الولايات المتحدة تخشى من أن استمرار الأزمة والشحن السياسي والإعلامي بين الجانبين قد يفضي في النهاية إلى تفجر الوضع أمنيا، وهذا ستكون له آثار كارثية وسيجهض جهودها في الدفع نحو توحيد قوات البيشمركة.
وعقد رئيس إقليم كردستان الاثنين اجتماعا مع القائد العام لقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا الجنرال ماثيو مكفارلن، وضم ممثلين عن وزارة شؤون البيشمركة والأجهزة المعنية في إقليم كردستان.
وناقش الاجتماع الذي حضره القنصل العام الأميركي في الإقليم عملية إعادة التنظيم والإصلاح في قوات البيشمركة وقيم مراحل تنفيذ خطة الإصلاح في إطار الاتفاقية المبرمة بين وزارة شؤون البيشمركة ووزارة الدفاع الأميركية، وبحث أيضاً العقبات والتحديات التي تواجه عملية توحيد قوات البيشمركة وإعادة تنظيمها بالطرق العصرية في إطار وزارة شؤون البيشمركة.
وأكد الجنرال مكفارلن استمرار دعم ومساعدات التحالف الدولي لقوات البيشمركة في مختلف المجالات وفي تنفيذ خطوات إعادة تنظيم قواتها في إطار وزارة شؤون البيشمركة بصورة تجعل إقليم كردستان يمتلك قوة وطنية موحدة خاصة به.
المصدر: العرب