الأنظار مصوبة في العراق على مؤتمر البارتي وما سيحمله من توصيات

2022-11-03 21:26:06

عربيةDraw :

تتركز الأنظار هذه الأيام في إقليم كردستان، على المؤتمر الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني، المنعقد في مدينة دهوك، وسط تساؤلات حول التوصيات التي سيخرج بها المؤتمر، لاسيما في العلاقة مع السلطة المركزية في بغداد، وهو الذي رفع سقف التحديات عاليا في المؤتمر السابق، حينما طرح مسألة تقرير المصير.

ويعقد الحزب الديمقراطي الكردستاني مؤتمره غير العادي، الأول له منذ العام 2010، في ظل ظرفية داخلية وإقليمية حساسة، مع استمرار الخلافات مع بغداد بشأن جملة من الملفات المتعلقة بحصة الإقليم من الموازنة العامة، وإيرادات النفط، إلى جانب التهديدات الإيرانية المستمرة.

وجدد الحزب الديمقراطي في اليوم الأول من المؤتمر الذي تنتهي فعالياته السبت، الثقة في قيادته المتمثلة في الرئيس مسعود بارزاني، فيما انتخب نيجيرفان بارزاني نائبا أول للرئيس، ومسرور بارزاني نائبا ثانيا.وتعهد رئيس الحزب الديمقراطي في كلمة له عقب منحه الثقة مجددا، بالتنحي بحلول موعد المؤتمر القادم للحزب. وقال بارزاني “إنني لستُ من الذين يريدون البقاء كرؤساء ومسؤولين حتى الموت، بل كنت أود أن يتهيء مناخ في الإقليم والمنطقة لأطلب منكم العذر لأن لكل بداية نهاية، وكل إنسان مهما كان وبأي مرتبة ومنصب كان سيأتي يوم يرحل فيه، وأنا إنسان حالي كحال بقية الناس، سواء شئنا أم أبينا، وشئتم أم أبيتم، فإنني سأرحل عنكم حينما تحل إرادة الله لذلك، وهذا أمر طبيعي، ويجب أن تتقبلوه بشكل اعتيادي”.

وأضاف “يبدو بإذن الله، أنه في المؤتمر المقبل والذي يمكن أن يُعقد بوقت أبكر، أستطيع أن أحقق هذه الأمنية، فأنا لا أريد أن يبعدني الموت عنكم، بل أريد أن أودعكم قبل ذلك، لكن الآن ولكي نستمر ويستمر الحزب الديمقراطي الكردستاني، وبما أنكم تحبذون ذلك، فإنني أشكركم وسأكون في خدمتكم”.

وعقد آخر مؤتمر للحزب في الحادي عشر من ديسمبر 2010، والذي رفع فيه بارزاني سقف التحدي عاليا حينما طرح حق تقرير المصير متجاوزا بذلك النظام السياسي العراقي الذي ينص على الفيدرالية، ليثير بذلك ضجة واسعة على الساحة العراقية.

ويرى مراقبون أن الحزب الديمقراطي سيتجنب في هذا المؤتمر تبني أي طروحات استفزازية للسلطة المركزية في بغداد، لاسيما بعد الانتكاسة التي مني بها في العام 2017، بفشل استفتاء تقرير المصير، مشيرين إلى أن الحزب سيركز على تقديم تصورات حول طريقة التعاطي مع التحديات الراهنة، في علاقة بحل الملفات العالقة مع بغداد، وكيفية مواجهة التحديات الإقليمية لاسيما في ارتباط بالتهديدات الإيرانية.

وقالت الكاتبة سوزان ئاميدي في مقال نشرته في موقع “ميدل إيست” إن الأهم من التوصيات بالنسبة إلى الشعب الكردي، هو الإصلاحات والعمل على تنفيذها بمدة قياسية للحفاظ على مصداقية الحزب وذلك لأن الشعب مدرك أهمية هذا الحزب في صنع القرار السياسي من خلال السلطات الثلاث (التنفيذية والتشريعية والقضائية)، فضلا عن مهمات أخرى كحشد المصالح الاجتماعية وتمثيلها وطرح بدائل للسياسات والتحقق من نزاهة السياسيين الذين سيكون لهم دور في حكم المجتمع.

واعتبرت ئاميدي أن القضية الشائكة تتمثل في الخلاف القائم بين تحقيق الديمقراطية عن طريق التنافس بين الأحزاب مقابل تحقيق الديمقراطية داخل الأحزاب إذ ينبغي أن ينعكس التزام الحزب بالمبادئ الديمقراطية لا في دستور الحزب فحسب، بل في العلاقات القائمة بين أعضائه وهذا ما يطمح له ويعمل به الحزب الديمقراطي الكردستاني والشعب كالسماح لأعضاء الحزب بالتعبير عن آرائهم وتشجيع عضوية النساء والتسامح مع الأفكار المختلفة والالتزام بما تم الاتفاق عليه من قواعد وإجراءات تستخدم في صنع القرارات وجميع الأعضاء موضع المساءلة.

ويعد البارتي أحد أبرز الأحزاب الكردية في المنطقة، ويتولى الحزب قيادة إقليم كردستان، وأصبح البارتي منذ العام 2003 أحد صناع القرار السياسي في العراق، وهو ما يظهر في الفارق الذي أحدثه انضمامه إلى الإطار التنسيقي لإدارة العملية السياسية والتي تم بموجبها انتخاب رئيس جديد للجمهورية العراقية وتشكيل حكومة جديدة برئاسة محمد شياع السوداني.

ويرتبط الحزب الديمقراطي بعلاقات عربية وإقليمية ودولية متينة، نجح في توظيفها في الدفاع عن مصالح الإقليم.

ويرى متابعون أن الحزب الذي نجح في فرض نفسه رقما صعبا في المعادلة العراقية، هو في حاجة للحفاظ على المكتسبات التي تحققت لاسيما من خلال دعم التقارب مع القوى السياسية ليس فقط العراقية بل وخصوصا الكردية التي لديها تحفظات كثيرة على مسلك الحزب وطريقة إدارته للإقليم.

وأعلن نيجيرفان بارزاني في كلمته خلال المؤتمر عن اعتزامه إطلاق حوار وصفه بالحقيقي مع الأحزاب الكردية، كما أكد ضرورة حل المشاكل مع الشركاء.

 وقال بارزاني لذي انتخب نائبا أول للرئيس، إن الحزب قوة رئيسية في إقليم كردستان ومن أكبر القوى السياسية وأكثرها نفوذا في العراق، لذا فإن نجاح المؤتمر هو انتصار للعراق وإقليم كردستان.

وأضاف أن الشعب الكردي حقق العديد من الإنجازات التاريخية، وكان للرئيس بارزاني دور كبير، وبالإضافة إلى ذلك يجب زيادة دور المرأة في المجتمع الكردي.

وتطرق نيجيرفان إلى الأوضاع المشتركة مع العراق، وأكد أن على القوى السياسية العراقية والحكومة أن تفتح بابا جديدا للمفاوضات مع التيار الصدري.

وكان من المفترض أن يعقد الحزب الديمقراطي مؤتمره في العام 2015، لكنه تأجل لدوافع عدة بينها الحرب على داعش، ومسألة الاستفتاء وارتداداته الداخلية والإقليمية، ومن ثمة جائحة كورونا.

المصدر: صحيفة العرب اللندنية

بابه‌تی په‌یوه‌ندیدار
مافی به‌رهه‌مه‌كان پارێزراوه‌ بۆ دره‌و
Developed by Smarthand