نقل المعارك إلى البصرة.. اختبار قوة بين الصدر والخزعلي
2022-09-02 13:01:10
عربية :Draw
حذرت أوساط سياسية عراقية من أن المواجهة بين ميليشيا سرايا السلام التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وميليشيا عصائب أهل الحق التي يرأسها قيس الخزعلي لن تكون عابرة، وأنها بمثابة اختبار قوة بين الصدر والخزعلي الذي سبق أن انشق عن التيار الصدري وخاض معه مواجهات سابقة اتسمت بالعنف والاغتيالات المتبادلة.
وقالت هذه الأوساط إن الصدر إذا استطاع السيطرة على البصرة، وهو ما فشل فيه المرة الماضية بسبب صولة الفرسان، سيكون بوضع أقوى في بغداد، وإن المواجهة في البصرة هدفها وضع اليد وليس اختبار النوايا كما حدث في المنطقة الخضراء ببغداد، مشيرة إلى أهمية البصرة بالنسبة إلى الصدر، حيث يريد أن يبدو كطرف قوي ومؤثر في أهم المدن العراقية في رسالة إلى خصومه بأن لا حل سياسيا في العراق لا يراعي وزنه ودوره.
واندلعت اشتباكات بين سرايا السلام والعصائب في مدينة البصرة الليلة قبل الماضية واستمرت حتى صباح الخميس، حيث هاجم مسلحون بنايات حكومية في البصرة توجد بها قوات أمنية وجماعات شبه عسكرية لها صلات بإيران.
ولم يتمكن المسؤولون من التعرف بعد على المسلحين الذين أطلقوا النار على البنايات الحكومية لكنهم قالوا إنهم يعتقدون أنهم من أنصار الصدر.
ويعود تاريخ الخلافات بين الفصيلين إلى سنوات طويلة منذ انشقاق الخزعلي عن التيار الصدري وتأسيسه عصائب أهل الحق عام 2006 والتحاقه بالميليشيات الحليفة لإيران، يعتقد مراقبون أن نقل المعارك إلى البصرة كان الهدف منه الابتعاد عن الضغوط التي تعرض لها أنصار التيار في بغداد بسبب اعتصامهم في المنطقة الخضراء ومحاصرة المؤسسات الحكومية والقضائية والتشريعية، وهو أمر لم يكن ليستمر طويلا سواء بالنسبة إلى الدولة العراقية التي كانت ستضطر إلى الدفع بالجيش والقوات الأمنية لإخلاء هذه المناطق، أو بالنسبة إلى الإطار التنسيقي الذي كان سيستثمر الوضع لينفذ حملة على الصدريين للتخلص منهم.الصدر يعمل على إظهار قوته دون أن يتحدى لاءات إيران التي ترفض أيّ محاولة لتشتيت الشيعة، ولا تريد شيعة عربا وآخرين ولائيين.
ويشير المراقبون إلى أن الصدريين يمكنهم استعراض قوتهم بعيدا عن بغداد، وهو ما يوفر فرصة خاصة لإظهار أن زعيمهم لديه شعبية كبيرة ومن المهم الاستجابة لمطالبه لاسيما ما تعلق بحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة ومنع تشكيل حكومة جديدة يرأسها محمد شياع السوداني المدعوم من الإطار وإيران.
وقال الباحث في مؤسسة “تشاتام هاوس” البريطانية ريناد منصور لوكالة فرانس برس إن “الصدر يتطلع لأن يصبح أقوى فاعل سياسي شيعي في العراق”. وأضاف “ذلك هو طموحه ويتطلب تحقيقه جزئيا عدم الاكتفاء بزعزعة النظام السياسي في ذاته، بل كذلك البيت الشيعي وإعادة ترتيبه ليكون هو في محوره”.
ويعمل الصدر على إظهار قوته دون أن يتحدى لاءات إيران التي ترفض أيّ محاولة لتشتيت الشيعة، ولا تريد شيعة عربا وآخرين ولائيين، وأن عليه أن يقبل بالحوار مع الإطار التنسيقي وقياداته وينسى خلافاته القديمة مع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي طالما أن ذلك في خدمة شيعة العراق. لكن الرسالة الإيرانية الأكثر تأثيرا كانت التأكيد على أن طهران لديها الاستعداد لقتل الصدريين إذا كان ذلك حلا للانشقاق المحتدّ، وهو ما بدا واضحا في مواجهات الاثنين حيث كان أكثر القتلى من أنصار الصدر في الاشتباكات بالمنطقة الخضراء.
ولفت ريناد منصور إلى أن “هذه ليست المرة الأولى التي يرسل فيها متظاهرين ثم يطلب منهم الانسحاب”، مقدّرا أن “غايته النهائية هي أن يصبح القوة السياسية الشيعية الرئيسية في العراق”.
ويرى الأستاذ في جامعة كوبنهاغن فنار حداد أن الصدر أجرى سلسلة من المناورات الفاشلة “لتكريس هيمنته داخل النظام السياسي وإزاحة منافسيه”.
صحيفة العرب اللندنية