خاطفو الرهينة الإسرائيلية في العراق يطالبون بفدية وصلت إلى 200 مليون دولار
.jpg)
2025-03-13 08:23:13
عربية:Draw
رفضت واشنطن صفقة شملت فدية ومبادلة محتجزين لإطلاق سراح مختطفة إسرائيلية في العراق، بعد تعثر وساطة في عاصمة عربية.
وكشفت مصادر عن كواليس اجتماع عُقد بين مفاوضين أميركيين وعراقيين في أواخر فبراير (شباط) 2025 لبحث صفقة الإفراج عن الباحثة تسوركوف إليزابيث، التي فُقد أثرها في بغداد في مارس (آذار) 2023، واتُّهمت كتائب «حزب الله» باختطافها.
ورفض مسؤولون أميركيون، خلال الاجتماع، فدية وصلت إلى 200 مليون دولار وإطلاق سراح أشخاص موالين لإيران في العراق ولبنان بينهم قبطان بحري يعمل لصالح «حزب الله» اللبناني.
وأفادت مقابلات أجرتها «الشرق الأوسط» مع عشرات الأشخاص الضالعين في مفاوضات لتحرير تسوركوف بأن الجهة الخاطفة تقدم «مثالاً قوياً» على هشاشة خطط بغداد لحل الفصائل. وقالت مصادر إن "رفض مبادلة تسوركوف بمحتجزين يؤشر إلى أن إيران تحت الضغط وهي تحاول تفادي خسارة نفوذها في العراق".
وشدد متحدث باسم الخارجية الأميركية، لـ«الشرق الأوسط»، على «ضرورة أن تقوم الحكومة العراقية بتأمين إطلاق تسوركوف في أسرع وقت».
وأكد مسؤول عراقي أن الحكومة في بغداد تعالج قضية تسوركوف «وفق أطر قانونية»، وأن مؤسسة أمنية (عراقية) كُلّفت التواصل مع «جهات صديقة» لتحرير المختطفة قريباً.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية نقلاً عن مسؤول عراقي وصفته بالكبير أن إيران ربما تكون مشاركة في احتجاز الباحثة الإسرائيلية الروسية إليزابيت تسوركوف التي تحتجزها كتائب حزب الله العراقية في بغداد منذ عام 2023. وبحسب ما نقلته الصحيفة عن المسؤول الذي قالت إنها تحدثت معه، فإن "رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لا يعرف مكان احتجاز الإسرائيلية"، مضيفاً أنه "لحسن حظها أنها لا تزال على قيد الحياة، فعادة ما يُقتل الأسرى في التحقيقات"، فيما لم يستبعد "أن يكون الإيرانيون قد أرسلوا من يحقق معها أو نقلوها إلى بلادهم".
وأتت المحادثة في وقتٍ ينخرط فيه مسؤولو إدارة دونالد ترامب، وتحديداً مسؤول الرهائن آدم بولر، في جهود للضغط على رئيس الوزراء العراقي لمعرفة مكان احتجاز تسوركوف. وتضمنت الجهود وصول بولر بنفسه قبل ثلاثة أسابيع إلى العراق بهدف لقاء مسؤولين عراقيين وإيجاد طرف خيط في البحث عن المحتجزة.
وفي السياق، نقلت الصحيفة عن شقيقة المحتجزة إيما تسوركوف، التي تعيش في الولايات المتحدة، قولها إنها "تحدثت مع بولر عدّة مرات، وقابلت موظفين في طاقمه. تلقيت تحيينات تبعث على الأمل، فقد تمكن هؤلاء في غضون أسابيع قليلة من تحريك المسألة التي ظلت عالقة لسنتين خلال ولاية الإدارة الأميركية السابقة". وأضافت أنها تحدثت أيضاً مع مبعوث ترامب ستيف ويتكوف، الذي قال إن "أختي في سلّم أولوياته، وأنه من غير المقبول أن تُحتجز باحثة في دولة تعد حليفة لنا".
على المقلب الآخر، علّقت إيما على كلام "المسؤول العراقي الكبير"، نافية أن تكون شقيقتها محتجزة في إيران، واتهمت المسؤولين العراقيين بـ"معرفة مكان احتجازها، لأن من يحتجزها هو تنظيم عراقي". فيما ربطت الصحيفة المسألة بإيران انطلاقاً من أنباء تم تداولها وأفادت بأن "إيران تخطط لمبادلة الباحثة بالكابتن اللبناني عماد أمهز، الذي أسرته قوّة خاصة إسرائيلية من لبنان خلال الحرب، إضافة إلى الأسير الإيراني رياض نوري، المحتجز في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى متسلل إيراني اعتقل في قبرص".
في غضون ذلك، لفت المسؤول العراقي، الذي قالت الصحيفة إنه "يسكن في المنطقة الخضراء"، كما تنقل عنه، إلى أن "المسؤولين الأميركيين يمارسون ضغطاً على السوداني لإطلاق سراح المحتجزة، ومن ضمن الضغوط تهديدات بعقوبات اقتصادية مباشرة على العراق".
وتابع المسؤول أن تسوركوف "اختطفت عندما خرجت مع مواطن عراقي (الذي سلّمها لخاطفيها، وربما ينتمي إليهم)، من مقهى"، وأوضح أنه "يوجد توثيق كامل فضلاً عن شهادات مواطنين كانوا في الطريق لحظة اختطافها، وقد أبلغوا بعد ذلك قوات الأمن". وأضاف أن "رئيس الورزاء العراقي أرسل عناصر شرطة ومخابرات إلى قادة تنظيم حزب الله العراقي، الذين تعهدوا بدورهم بإطلاق سراحها. غير أن شيئاً من ذلك لم يحصل؛ وعندما عاد وأرسل إليهم عناصره، أبلغوه بأنهم لا يعرفون مكان احتجازها".
يُذكر أن تسوركوف، التي تُقدّم نفسها باعتبارها "باحثة"، وتحمل الجنسيتين الروسية والإسرائيلية، احتجزت في مارس/آذار عام 2023 في حي الكرادة، وسط بغداد، من قبل جماعة مسلحة. وتُرجّح دولة الاحتلال الإسرائيلي أن فصيل "كتائب حزب الله" العراقي وراء الحادثة. وبعد سبعة أشهر من احتجازها، نشر المنفذون مقطعاً مصوراً لها وكانت تتحدث باللغة العبرية عن عملها مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، وتكليفها بمهمات داخل العراق، مطالبة حكومة الاحتلال الإسرائيلي بوقف جرائم الإبادة الإنسانية في غزة.