جماعة العدل.. تعدد الزوجات أحد أكبر التحديات في الانتخابات

2024-02-11 08:10:51

تقرير-عربية:Draw

ستشارك جماعة العدل الكوردستانية في الانتخابات الكوردية أول مرة دون لاحقة "إسلامية"، وإذا أجريت الانتخابات بحلول شهر أيارمن العام الحالي، فإن التحدي الأكثر وضوحا الذي يواجه جماعة العدل في الانتخابات قد يكون حسم مصير قيادة الحركة الإسلامية لـ(عرفان علي عبد العزيز)، خاصة في محافظة حلبجة، تعدد الزوجات داخل جماعة العدل، خلق تأثيرا سلبيا على شعبية الحزب، في الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة، انخفض عدد مقاعد الجماعة من مقعدين إلى مقعد واحد، في الانتخابات البرلمانية العراقية عام 2010، حصلت جماعة العدل الذي كانت تطلق على نفسها (الجماعة الاسلامية الكوردستانية)على( 144 الف) صوت،ولكن في انتخابات 2021، حصلت الجماعة على(64 الف) صوت. ماهي التحديات التي تواجه جماعة العدل الكوردستانية في الانتخابات، تفاصيل أوفى في سياق التقرير التالي:

جماعة العدل الكوردستانية

خرجت جماعة العدل الكوردستانية من عبائة (الحركة الاسلامية)، في عام 1987 أسس عدد من علماء الدين الكورد بقيادة (عثمان عبد العزيز) الحركة الإسلامية الكوردية في إيران، وتعتبر هذه الحركة أول حزب إسلامي مسلح في العراق يتم تشكيله وفق منهاج "أهل السنة والجماعة".

في عام 1992، شاركت الحركة الإسلامية في الانتخابات الكوردية الأولى، إلى جانب شخصيات إسلامية أخرى، وأنشأت قائمة إسلامية، لكنها لم تتمكن من كسر حاجز 7٪ لدخول برلمان كوردستان.

في عام 1993، دخلت الحركة الإسلامية في حرب أهلية مع الاتحاد الوطني الكوردستاني، وكانت هذه بداية الحرب الأهلية الكوردية. هزمت الحركة في الحرب، وتم اعتقال زعيمها وسيطر حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني على مقراتها.

أضطرت الحركة ترك كوردستان وللجوء إلى إيران وعادت مرة أخرى بعد عملية إعادة تنظيم في عام  1997 ودخلت مرة أخرى في حرب مع الاتحاد الوطني الكوردستاني، وأخيرا انتهىت الحرب  بعقد اتفاق في العاصمة الإيرانية طهران، بعدها سيطرت الحركة على مناطق  في حلبجة وهورامان وخورمال.واجهت الحركة الإسلامية بعد الحرب مع الاتحاد الوطني الكوردستاني مشاكل داخلية في عام 1999، اتحدت حركة الانتفاضة الإسلامية بقيادة رجل الدين (صديق عبد العزيز) مع الحركة الإسلامية وأعلنت عن حركة جديدة تحت مسمى (حركة الاتحاد الإسلامي).كانت هذه بداية فرط عقد الحركة الإسلامية، وبعد المؤتمر الأول( لحركة الاتحاد الإسلامي)، الذي عقد في آب 2000، انقسمت( حركة الاتحاد الاسلامي ) إلى ثلاث قوى:

  • الحركة الإسلامية، بقيادة علي عبد العزيز
  • أنصار الإسلام، بقيادة  ملا كريكار
  • الجماعة الإسلامية، بقيادة علي بابير

أعلنت الجماعة الاسلامية عن نفسها رسميا في  31من أيار 2001، بعد حل(حركة الاتحاد الإسلامي) يقود الحزب علي بابير منذ أكثر من  23 عاما، أي منذ التأسيس، في شباط  2021، عقدت الجماعة الإسلامية مؤتمرها الرابع في السليمانية، في هذا المؤتمر وكأول حزب إسلامي في إقليم كوردستان، الغت لاحقة "الإسلامي" وغيرت الجماعة أسمها من ( الجماعة الاسلامية) إلى "جماعة العدل الكوردستانية".

لايوجد مايشير إلى انفتاح هذا الحزب بعد إزالة اللاحقة الإسلامية، لا يزال الخط السلفي قويا داخل هذا الحزب ولا يزال الخطاب الديني أقوى من الخطاب السياسي ،وهذا واضح تماما في خطابات زعيم الحزب.

في الدورة الخامسة من برلمان كوردستان، فازت الجماعة بـ 7 مقاعد، وكان لديه 2 أعضاء في مجلس محافظة أربيل، وفي مجلس محافظة السليمانية، كان لديه 2 أعضاء ايضا، على الرغم من أنها اختارت أن تكون في جبهة المعارضة لحكومة مسرور بارزاني، إلا انها شغلت مناصب إدارية عديدة في محافظة السليمانية تنوعت تلك المناصب بين نائب المحافظ و قائمقاميين ومديري النواحي ومدير بلدية ومديرعام الرعاية الاجتماعية ونائب مدير الصحة.

بعد المؤتمرالرابع، كان التحدي الأول أمام نتائج مؤتمر الجماعة هو انتخابات البرلمان العراقي في تشرين الأول/أكتوبر 2021، وفي هذه الانتخابات، فقدت الجماعة عدد كبير من الأصوات وحصلت على مقعد واحد فقط بعد فوزها خلال الدورة الماضية بـ( 2) مقعدين، وطالب أعضاء الحزب بالمساءلة عن هذا الوضع الجديد، وعقد زعيم الحزب علي بابير، سلسلة من الاجتماعات، وعرضت نتائج الاجتماعات على قيادة الحزب، وأعلنت القيادة رسميا مسؤولية المجلس الأعلى عن خسارة الانتخابات، لكن المجلس الأعلى، الذي يضم الصقور من القادة القدماء لم يتخذ أي خطوات إصلاحية باستثناء تقديم الاعتذار عن ماحصل من إخفاق إلى مؤيدي وناخبي الحزب .

شاركت الجماعة في الحكومة الثامنة لحكومة الإقليم، وشغل منصب سكرتير البرلمان، في هذا الوقت كان هناك صراع بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحركة التغيير حول تمديد رئاسة مسعود بارزاني. وكانت الجماعة تؤيد سياسية حركة التغيير، وعلى إثر ذلك قام الحزب الديمقراطي بتعليق عمل البرلمان لمدة عامين، وبهدف إعطاء الشرعية لإستفتاء إستقلال كوردستان، قام الحزب الديمقراطي الكوردستاني في عام 2017 بتفعيل برلمان كوردستان مرة أخرى، بعد أن أجبر رئيس البرلمان الذي كان ينتمي لحركة التغيير (يوسف محمد) على الاستقالة، واتخذ سكرتير البرلمان الذي كان ينتمي للجماعة الاسلامية وهو(فخرالدين قادر) موقفا متعاطفا من رئيس البرلمان المستبعد وقدم استقتالته من منصبة، إلا أنه بالرغم من ذلك بقيت الجماعة مشاركة في الحكومة الثامنة ولم تنسحب.

وأثناء تمديد العمر التشريعي للدورة الخامسة لبرلمان إقليم كوردستان، لم تنسحب الجماعة بشكل كامل من الجلسات البرلمانية، وهذا أظهر نوعا من الضعف والارتباك بين المعارضة والسلطة، وخاصة في مجلس الوزراء ولم تقرر الجماعة الانسحاب حتى مطلع أيار 2023، وبعدها قررت المحكمة الاتحادية العليا بفترة وجيزة حل برلمان إقليم كوردستان، وهذا الانسحاب لم يكن له أي تأثير إيجابي على مؤيدي وناخبي الحزب.

التحديات التي تواجة جماعة العدل الكوردستانية

  • بعد إزاحة (الحاج كامل وأنصاره) من قيادة الحركة الاسلامية، تم إعادة تنظيم الحركة الإسلامية مرة أخرى بقيادة (عرفان علي عبد العزيز) ونظمت هذه الحركة نفسها إلى حد ما، وفي مدينة مثل حلبجة قد يكون له بعض التأثير على أصوات جماعة العدل، وخاصة أن الجماعة تواجه بعض المشاكل في تنظيماتها في هذه المدينة
  • ستكون الدورة السادسة  لبرلمان كوردستان أول انتخابات كوردية، تشارك فيها الجماعة بدون لاحقة (إسلامية)
  • مسألة تعدد زوجات قيادات الجماعة والنواب في السنوات الأخيرة ، أثرت على سمعة الحزب، بما في ذلك تعدد زوجات زعيم الجماعة وهوعلي بابير، بالاضافة إلى تورط عدد من أعضاء الحزب في شراكات أقتصادية، خلق كل هذه الامور نوع من خيبة الامل لجماهير الجماعة وتبين أن لهم أن قيادات ونواب الجماعة هم أكثر انخراطا في حياتهم الخاصة وليس لديهم أي مشاريع أو خطط  لصعود الحزب وتغييره في كوردستان
  • من الناحية الإعلامية، فشلت الجماعة من صياغة خطاب سياسي قادر على جذب انتباه  الشارع والناخبين وحافظت على خطابها الديني السلفي.
  •  ستجرى انتخابات الدورة السادسة لبرلمان كوردستان بحسب حكم المحكمة الاتحادية العليا العراقية وفق نظام الدوائر المتعددة المعمول به في الانتخابات البرلمانية لعام 2021 بشكل متعدد الدوائر، وهذا لن يكون مفيدا لجماعة العدل.

مالية جماعة العدل الكوردستانية

وكماهو الحال مع معظم الأحزاب الأخرى يحصل هذا الحزب، كغيره من الأحزاب، على مبلغ شهري لإدارة مؤسساته، يموله الحزبان الحاكمان في كوردستان( البارتي و اليكيتي)

في عام 2013، منحت حكومة الإقليم( 350 مليون) دينار للجماعة الاسلامية التي تسمى الآن  بـ(جماعة العدل). ووفقا لمعلومات Draw، في عام 2022، تم  تخصيص ميزانية شهرية  للجماعة بمبلغ قدره (150،000 دولار) من قبل رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، ووفقا لبعض المصادر المطلعة،  يخصص الاتحاد الوطني الآن ميزانية شهرية للأحزاب السياسية التي تتواجد داخل مناطق نفوذه، أموال الحزبين الديمقراطي والاتحاد الوطني الكوردستاني أسكتت بعض أحزاب المعارضة عن قضية إختفاء الإيرادات الداخلية من قبل الاحزاب الحاكمة في كوردستان، وقال رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكوردستان محمد حاجي محمود خلال مشاركته في ندوة حوارية أقيمت من قبل مؤسسة Draw  بشكل صريح أنه لاتوجد أحزاب معارضة في كوردستان، لآن هذه الاحزاب تأخذ نهاية كل شهر أمول من السلطة.ومن أجل إدارة وضعها المالي، اضطرت بعض أحزاب المعارضة إلى أخذ أموال من جمهورية إيران الإسلامية، في نيسان 2023، في ندوة حوارية لمؤسسةDraw ، محمد حاجي محمود ، أنه في عام 2009، الحزب الاشتراكي الديمقراطي والاتحاد الإسلامي وحزب الكادحين والجماعة الاسلامية كان لديهم قائمة مشتركة للانتخابات، وتلقوا مليون دولار من قاسم سليماني، قائد فيلق القدس.

الجماعة الاسلامية والانتخابات بالأرقام

شاركت جماعة العدل منذ عام 2005 في 11 انتخابات عامة في إقليم كوردستان:

أول مشاركة للجماعة كانت في انتخابات الدورة الثانية لبرلمان كوردستان عام 2005 بقائمة مشتركة.

في الانتخابات البرلمانية العراقية لعام 2010، حصلت الجماعة الاسلامية ( جماعة العدل الكوردستانية) على ( 144،000 )صوت، ولكن في الانتخابات البرلمانية لعام 2021 ،حصلت على( 64000 )صوت فقط.

في الانتخابات البرلمانية الكوردية لعام 2013، حصلت الجماعة الاسلامية  من إجمالي 2.653 مليون ناخب على( 118،000 )صوت بنسبة 4٪ من الناخبين المؤهلين.

في الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة في عام 2021 ، حصلت جماعة العدل الكوردستانية( الجماعة الاسلامية ) سابقا من إجمالي( 3.45 مليون) ناخب على( 64000 )صوت، أي بنسبة 2٪ ممن لديهم حق التصويت.

في الانتخابات البرلمانية العراقية لعام 2010، حصلت الجماعة على( 79,000 )صوت في محافظة السليمانية، ولكن في انتخابات عام 2021  حصلت على (44,000). في السليمانية

في الانتخابات البرلمانية العراقية لعام 2010 ، حصلت الجماعة  على( 62،000 )صوت في محافظة أربيل ، ولكن في انتخابات 2021 حصلت على (19،000). في محافظة أربيل

 

 

 

 

 

بابه‌تی په‌یوه‌ندیدار
مافی به‌رهه‌مه‌كان پارێزراوه‌ بۆ دره‌و
Developed by Smarthand