Draw Media

اقليم كوردستان في صراع واشنطن وطهران 

2020-12-29 06:58:47

 تقرير : فـاضـل حـمه رفعت 
ترجمة : عباس س المندلاوي 

مسألة نقل السفارة الاميركية من بغداد الى اربيل كانت محل البحث والنقاش في لقاءات خليفة قاسم سليماني مع الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في العاصمة بغداد    
، هناك خشية ايرانية من نية  مبيتة لدى الولايات المتحدة لتوجيه ضربة عسكرية لها قبيل انتهاء ولاية الرئيس الاميركي دونالد ترامب ، وهذا التطور العسكري من شأنه فرض ضغوط ايرانية على اقليم كوردستان وتوتير الاوضاع فيه . المزيد من التفاصيل حول الموضوع في هذا التقرير :


هجوم في ذكرى مقتل "الحاج قاسم" 
لا يبدو ان الايام الاخيرة لهذا العام ستكون جيدة بالنسبة للعراق ، فالايام الاولى من سنة 2020 شهدت مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني وابو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق مما جعل ايام عطلة رأس السنة ايام حرب مفاجئة ، ومع اقتراب ذكرى مقتل سليماني ورفيقه ؛ واثناء الاستعدادات للاحتفال باعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية ؛ تعرضت المنطقة الخضراء في بغداد حيث مقر الحكومة العراقية ومقر السفارة الاميركية ، لهجوم صاروخي خرق هدوء ليلة الاحد .
وبهذا الصدد ذكرت مصادر الجيش العراقي ان المنطقة الخضراء تعرضت لثمان صواريخ اطلقت من منطقة معسكر الرشيد ، محملة المجموعات الخارجة على القانون مسؤولية الهجوم ، لكن مسؤولا اميركيا اكد ان 21 صاروخا استهدف المنطقة الخضراء وألحقت اضرارا بعدة مبان ، يذكران السفارة الاميركية في المنطقة الخضراء محمية بنظام مضاد للصواريخ من طراز  "C-RAM" .
الجيش الاميركي يهدد
ويتزامن الهجوم الصاروخي على المنطقة الخضراء مع اقتراب الذكرى السنوية الاولى لمقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ، لذلك يشير المسؤولون الاميركيون باصابع الاتهام الى الايرانيين ، من جانبها اكدت القيادة الوسطى للجيش الاميركي ان الجماعات الخارجة على القانون المدعومة من ايران تقف وراء الهجوم ، نافية اصابة اي مواطن اميركي في الهجوم ، محذرة تلك الجماعات من مغبة وقوع ضحايا في صفوف الاميركين في العراق .

خيارات ترامب 
الرئيس الاميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب هدد في تغريدة له على حسابه في شبكة التواصل الاجتماعي  "تويتر"  ايران من مغبة تعرض المواطنين الاميركيين لاي هجمات وعليها التفكير مليا قبل الاقدام على اي عمل يهدد حياة الاميركيين ،واضاف ترامب سنسمع كلاما اخر اذا شنت هجمات اخرى تستهدف الاميركيين ، هذا ونشر الرئيس الاميركي المنصرف صورة  ثلاثة صواريخ غير منفجرة  مقرونة بتغريدته .
الى ذلك ذكرت وكالة انباء رويترز نقلا عن مصادر مطلعة ، ان مسؤولي الامن القومي قد اجتمعوا في البيت الابيض للتداول حول عدد من الخيارات المطروحة لكيفية التعامل مع ايران ، واضافت المصادر ان وزيري الخارجية والدفاع ومستشار الامن القومي وعدد اخر من المسؤولين الاميركيين قد شاركوا في الاجتماع للخروج بعدد من الاقتراحات لمواجهة ايران وعرضها على الرئيس الاميركي لاتخاذ القرار النهائي بشأنها .
ترامب الذي سيغادر البيت الابيض في العشرين من الشهر المقبل ، سيخلف وراه كماً هائلا من المشاكل والازمات السياسية  لخلفه جو بايدن ،من جهتها تأمل طهران تلافي اي مواجهة مسلحة مع واشنطن وتنتظر إحياء الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة مرة اخرى عند تولي بايدن مهامه في المكتب البيضاوي  ، وكذلك انعاش اقتصادها المنهك بفعل العقوبات الاقتصادية الاميركية  .
السفير من بغداد الى اربيل  !
وفي هذه الاثناء عادت مسألة اغلاق ابواب السفارة الاميركية في المنطقة الخضراء في بغداد الى الواجهة بُعَيد الهجوم الصاروخي الذي استهدف المنطقة  ، ونقلت موقع "ئەكسیوس"  عن مسؤولَين اميركيًين ان الخارجية الاميركية تنوي اغلاق سفارتها في بغداد كأحد الخيارات المطروحة لمواجهة خطر الجماعات الموالية لايران التي يصفها ترامب بدولة راعية للارهاب ، مشيرا الى الحكومة الاميركية ستنقل سفيرها ماسيو تويلر الى مدينة اربيل او قاعدة عين الاسد في محافظة الانبار غربي العراق اذا قررت اغلاق سفارتها .

اقليم كوردستان بين طهران و واشنطن 
تشير وسائل الاعلام العالمية الى احتمال نقل السفارة الاميركية  من بغداد الى اربيل عن الحديث عن قرار اغلاق السفارة ، مما يضع الاقليم في مواجهة الضغوط الايرانية ، وكانت الكتل البرلمانية الشيعية قد صوتت في جلسة طارئة لمجلس النواب العراقي العام الماضي عقب مقتل قاسم سليماني و ابو مهدي المهندس ، قد صوتت على اخراج القوات الاميركية من العراق .
وجدير بالذكر ان الكتل البرلمانية الكوردية  والسنية لم تحضر جلسة مجلس النواب حينها ، فقرر البرلمان باصوات الكتل الشيعية فقط ، اخراج القوات الميركية من البلاد و فض الاتفاقية الامنية المبرمة بين العراق والولايات  . مسألة إخراج القوات الاميركية من العراق اصبحت المهمة الرئيسة للسياسة الايرانية في العراق بعد مقتل قاسم سليماني،  واعتبر المسؤولون الايرانيين هذا الامر كأعظم انتقام ، لذلك كثفوا من ضغوطهم على القوى والاحزاب السياسية العراقية .
لكن الامر اختلف في اقليم كوردستان ، حيث اكدت الرئاسات الثلاث ( رئاسة البرلمان والحكومة والاقليم  ) عقب اجتماع  لها ضرورة بقاء قوات التحالف برئاسة الولايات المتحدة في العراق لمواجهة خطر داعش ، وفي السياق ذاته زار عادل عبدالمهدي رئيس الوزراء العراقي ( تصريف الاعمال ) آنذاك الاقليم وعقد سلسلة اجتماعات مع مسعود برزاني و نيجيرفان برزاني ومسرور برزاني وكوسرةت رسول علي نائب امين عام الاتحاد الوطني الكوردستاني .
وفي تلك الاثناء تناقلت وسائل الاعلام مسألة نقل القوات الاميركية الى مناطق اقليم كوردستان ، ابلغ مصدر رفيع في حكومة الاقليم ( الحصاد DRAW ) ان الحكومة الايرانية ابلغت رسالة شديدة لرئيسي الاقليم والحكومة  ونائبه ؛ نيجيرفان برزاني ومسرور برزاني  وقوباد طالباني عبر ممثل حكومة الاقليم في طهران مفادها ضرورة  التزام الاقليم بقرار مجلس النواب الاتحادي الخاص باخراج القوات الاميركية من العراق ، الرسالة الايرانية شددت على  : 
•     ان اقليم كوردستان يشترك مع العراق في الجغرافية السياسية والعسكرية .
•     عدم منح ملاذ او مقرات للقوات الاميركية في مناطق الاقليم بعد اخراجها من العراق .


"لا اتوقع الحرب "
بالرغم من التهديدات و واحتدام الاجواء بين واشنطن وطهران مجددا ، الا  ان قائد القيادة الاميركية الوسطى كينيس ماكنزي استبعد وقوع صدام عسكري بين قواته والقوات الايرانية ، واضاف في مقابلة مع شبكة  (ABC) الاخبارية هناك مخاطر كبيرة من استهداف ايراني للمصالح الاميركية في الشرق الاوسط مع اقتراب الذكرى السنوية الاولى لمقتل قاسم سليماني . وقال ماكنزي ان اجهزة الاستخبارات الاميركية تتوقع وقوع هجمات ضد المصالح الاميركية في العراق من قبل ايران و الجماعات المسلحة الموالية لها ، لكن بلاده لا تريد توتير الاجواء مع ايران ولا يعتقد ان ايران تسعى لاشعال الحرب مع الولايات المتحدة في الوقت الراهن .
 وفي تصريح مختلف له لصحيفة " وول ستريت جورنال" اعتبر قائد القيادة الاميركية الوسطى الهجوم الصاروخي الاخير اكبر هجوم على المنطقة الخضراء منذ 2010 . 
القاآني في بغداد  
وفي زيارة له الى العاصمة العراقية بغداد ، التقى الجنرال اسمعيل قاآني قائد فيلق القدس وخليفة قاسم سليماني بكل من الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وعدد اخر من المسؤولين العراقيين ، ودون الكشف عن تفاصيل ما دار في تلك الاجتماعات ، الا ان موقع روسيا اليوم الالكتروني ذكر نقلا عن مصدر عراقي قوله ان الجنرال قاآني ابلغ المسؤولين العراقيين ان بلاده ترفض الهجوم الصاروخي الذي استهدف مقر السفارة الاميركية في المنطقة الخضراء ، واشار المصدر ذاته ان القوات الامنية العراقية القت القبض على احد الضالعين الهجوم وهو امر القوة الصاروخية في احد الفصائل المسلحة .

"عمل اخرق" 
رفضت وزارة الخارجية الايرانية في بيان لها اتهامات دونالد ترامب بضلوع ايران في الهجوم الصاروخي على المنطقة الخضراء في بغداد ، محملة واشنطن تبعات اي عمل غير حكيم قد تنفذع في هذه المرحلة  ، ومضيفة ان اتهامات الادارة الاميركية لإيران مكررة ولا اساس لها من الصحة  ومختلقة من البيت الابيض ، الى ذلك كتب محمد جواد ظريف وزير الخارجية الايرانية في تغريدة له على موقع تويتر الاجتماعي " ان تعريض حياة  المواطنين الاميركيين للخطر في خارج بلادهم لن يحول التركيزو الانظار عن فشل ادارة الرئيس ترامب على الصعيد الداخلي " ، وعرض ظريف افي منشوره على تويتر صورا لبعض تغريدات ترامب السابقة وحذر من تكرار محاولات الرئيس السابق لاشعال فتيل الحرب ضد ايران في مسعى لاعادة انتخابه .
 

Related Post
All Contents are reserved by Draw media.
Developed by Smarthand