Draw Media

الخلاف يتصاعد.. هل انتهى شهر العسل بين حكومة السوداني وأربيل؟

2023-09-09 22:04:41

عربية:Draw

تنذرالخلافات المالية بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان، بعودة التوتر وإنهاء مرحلة الاستقرار السياسي بعد أقل من عام على تشكيل الحكومة برئاسة محمد شياع السوداني، عقب تصاعد الخطاب بين الطرفين، ففيما اتهم الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في أربيل، بغداد بإخلالها بالاتفاق السياسي وعدم إرسال حصصها من الموازنة، بادله المتحدث باسم الحكومة باتهام مماثل، مؤكدا تسليم الإقليم ثلاثة أضعاف حصصه المالية فيما نفى الإطار التنسيقي أي التفاف على الاتفاق السياسي المبرم مع الديمقراطي.

ويقول القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني وفاء محمد كريم،إن "القوى السياسية داخل الإطار التنسيقي لم تلتزم بالاتفاق السياسي، بل هي تضغط على حكومة محمد شياع السوداني، من أجل عدم إعطاء كامل الحقوق المالية لإقليم كردستان، وهذا مخالف للاتفاق السياسي وحتى الدستور العراقي".

ويضيف كريم، أن "إرسال بغداد 500 مليار دينار شهريا للإقليم، فيه ظلم كبير لشعب الإقليم، وهو مخالفة للاتفاق السياسي، فحصة الإقليم يجب أن تكون 1 تريليون و375 مليار دينار شهريا، وهذا الأمر مثبت في الموازنة، وكذلك الاتفاق السياسي، الذي على أساسه تم تشكيل حكومة السوداني ".

ويتابع القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، أن "حكومة إقليم كردستان طيلة الفترة الماضية كانت جادة بحل وإنهاء كافة الخلافات مع المركز، والمتعلقة بالملف المالي والنفطي، لكن هناك بعض الأطراف لا تريد ذلك، من أجل بقاء المشاكل حتى تستغلها سياسيا وانتخابيا، لكن سنبقى نطالب وستكون لنا جولة مفاوضات قريبة مع الحكومة الاتحادية في بغداد".

وكانت الحكومة الاتحادية، أرسلت الأحد الماضي 500 مليار دينار لإقليم كردستان، لغرض توزيع الرواتب، لكن الأمر لم يسر على بشكل طبيعي، فقد رفض الإقليم المبلغ وبدأ بمهاجمة بغداد.

ونشر رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني، الخميس، تغريدة قال فيها، إن "امتناع بغداد عن إرسال مستحقاتنا المالية المثبتة في الموازنة العامة الاتحادية يعدّ انتهاكاً للاتفاقات الدستورية، ويلحق الضرر بمواطنينا، ويقوض الثقة.

وجاءت هذه التغريدة، بعد تغريدة نشرها أمس الأول، وأثارت لغطا، لكونه تعامل مع بغداد على أنه دولة أخرى، حيث كتب: لقد مررنا الموازنة الاتحادية على أساس الحقوق والواجبات، وأدينا ما علينا من التزامات وواجبات، والآن يجب على العراق إرسال الاستحقاقات المالية لإقليم كردستان.

وفيما يخص الموقف الحكومي، رد المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي، الجمعة، على الحزب الديمقراطي الكردستاني، في تغريدة على منصة "أكس" (تويتر سابقا)، بالقول إن "الحكومة الاتحادية نفذت التزاماتها المالية كاملةً تجاه إقليم كردستان… ولغاية نهاية شهر حزيران (يونيو)، بلغت الأموال في ذمة الإقليم أكثر من ثلاثة أضعاف حصة الإقليم"، متهما حكومة الإقليم بعدم تسليم الإيرادات النفطية وغير النفطية، بحسب قانون الموازنة الاتحادية.

من جهته، يبين القيادي في الإطار التنسيقي، عائد الهلالي، ، أن "منح الحكومة الاتحادية 500 مليار دينار شهريا الى حكومة إقليم كردستان تم بقرار رسمي من قبل مجلس الوزراء، وهذا القرار يأتي كمنحة للإقليم لدفع رواتب الموظفين والالتزامات المالية التي لديه، وهذه المنحة هي فقط لثلاثة أشهر".

ويشير إلى أن، "حكومة السوداني لديها النية الصادقة والحقيقية لحل كافة الخلافات مع إقليم كردستان، وهي ملتزمة تماماً بالاتفاق السياسي وكذلك الدستور، وهذه المنحة هي مؤقتة لحين حسم مفاوضات تطبيق بنود قانون الموازنة الخاصة بالإقليم، خصوصاً وأن توقف تصدير نفط الإقليم أثر بشكل كبير على تطبيق الاتفاق".

ويستطرد "على إقليم كردستان أن يعلم بأنه جزء من العراق، وعليه ترك لغة أنه دولة مستقلة، فهذا الأمر ليس بمصلحة الإقليم، فهو ليس بمقدوره أن يكون قويا ببعده عن المركز، والأحداث السياسية والأمنية التي حصلت خلال الأشهر الماضية أثبتت لأربيل ذلك".

وكان عضو اللجنة المالية النيابية مصطفى سند، كشف، أن حصة الإقليم في حال أوفى بالتزاماته حوالي ترليون و400 ملياردينار بالشهر، تشمل إجمالي النفقات، تستقطع منه حسب الموازنة قروض الحكومة وجدولة قروض مصرف التي بي آي، و50 بالمئة من إيرادات المنافذ الحدودية وإيرادات الضريبة، بالتالي لا يوجد شيء أسمه تمويل الرواتب فقط، مؤكدا: إذا كان البرلمان متشدد وغير متفهم، فالحكومة أكثر مرونة بالتعامل مع الإقليم وحالياً الكرة بملعبها.

جدير بالذكر، أن ائتلاف إدارة الدولة، وعند تشكيله في أيلول سبتمبر من العام الماضي، شهد توقيع وثيقة بين الإطار التنسيقي والاتحاد الوطني الكردستاني من جهة، والحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف السيادة من جهة أخرى، وفيها مطالب الطرفين الأخيرين، لغرض تنفيذها من قبل الحكومة التي يشكلها الإطار، وذلك لغرض تمريرها، وهو ما جرى في تشرين الأول أكتوبر الماضي، حيث مررت حكومة محمد شياع السوداني بناء على هذه الوثيقة.

بالمقابل، يرى المحلل السياسي ماهر جودة أن "إثارة الخلافات ما بين بغداد وأربيل في الوقت الحالي مع تفاقم الأزمة السياسية في محافظة كركوك، يدل على أن فترة الاستقرار السياسي ما بعد تشكيل حكومة السوداني، شارفت على النهاية، وستبدأ العودة إلى فترة الخلافات السياسية".

ويبين جودة، أن "استمرار الخلاف ما بين بغداد وأربيل، ربما يتسبب بخلافات سياسية جديدة ما بين حكومة السوداني والكتل المشكلة لها وما بين اطراف سياسية غير كردية، خصوصاً وأن القوى السياسية السنية مازالت تؤكد أن حكومة السوداني لم تنفذ ما وعدتها به".

ويتوقع "زيادة الخلافات السياسية كلما اقتربت انتخابات مجالس المحافظات، من أجل كسب تعاطف بعض الجمهور على أساس الحس الطائفي والقومي".

ومنذ سنوات، لم تحسم النقاط الخلافية بين بغداد وأربيل، لكن قبل أشهر كشف السوداني، عن التوصل إلى اتفاق مع أربيل حول هذه النقاط، وذلك إلى جانب تضمين منهاجه الوزاري حسم هذه البنود، وأبرزها تشريع قانون النفط والغاز وتنفيذ المادة 140 بشأن المناطق المتنازع عليها.

وانتقد الحزب الديمقراطي الكردستاني، الخميس، بغداد، بـ"عدم تنفيذ" البنود المتعلقة بإقليم كردستان، منذ 9 أشهر من تشكيل الحكومة، بحسب بيان رسمي لمكتبه السياسي.

وعلى صعيد التوتر في محافظة كركوك، طالب الحزب الكردي، في بيانه، بتشكيل لجنة محايدة للتحقيق للوقوف على "أسباب رفض بعض الأطراف عودة الحزب إلى كركوك، وما ترتب على ذلك من أحداث"، مطالبا بـ"محاكمة المحرضين ومن أطلقوا على المتظاهرين الكرد في المحافظة".

وكانت المحكمة الاتحادية العليا في بغداد، قد أصدرت أمرا ولائيا بعدم تسليم المقر إلى الحزب الكردي، استنادا للدعوى المنظورة لديها والتي اعتمدت على كون الأرض تابعة للدولة وليست ملكا خاصا.

يشار إلى أن التوتر بين الحكومة الاتحادية والحزب الكردي، بلغ أشده في الأيام الفائتة على خلفية منع الأخير من تسلم مقر قيادة العمليات في كركوك، والذي كان يشغله قبل العام 2017، وما تلته من أحداث شهدت تظاهرات واشتباكات مع القوات الأمنية راح على إثرها أربعة قتلى و16 جريحا.

العالم الجديد

 

 

Related Post
All Contents are reserved by Draw media.
Developed by Smarthand